سلسلة العالم يسقط امام حكمة وانسانية المملكة 4
بقلم بروفيسور / محمد احمد بصنوي
" إنسانية المملكة تتجلى في فريضة الحج كل عام "
إن بلادنا العظيمة لم تنظر إلى الحج قط، على أنه سياحة دينية تدر مليارات الدولارات، ولكنها ترعى حجاج بيت الله الحرام بكل ما أوتيت من قوة،وبكل كرم وحب ، وهذا مايشهد به الاقصى والداني منذ عقود طويلة بحمدالله ومنته ، وبغض النظر عن اللون أو العرق أو الوطن،ومهما كلفها ذلك من مبالغ ، لدرجة أن ملك البلاد يسمى بخادم الحرمين، وهذا شرف لا يضاهيه أي شرف.
وفي ظل انهيار أسعار النفط الذي يعتبر المورد الرئيسي للبلاد، وانتشار فيروس كورونا الذي أثر على الاقتصاد بالسلب في كافة المجالات، لم تفكر المملكة في تحقيق أي موارد مالية من موسم الحج إطلاقًا، علمًا بأن إيرادات الحج والعمرة تصل لـ 12 مليار دولار سنويا، وهو مبلغ لو تعلمون عظيم، ورغم ذلك قامت بخفض عدد الحجاج لـ10 آلاف حاج، حفاظًا على صحة حجاج بيت الله، وتحدّدت نسبة غير السعوديين من المقيمين داخل البلاد بـ 70% من إجمالي حجاج هذا العام، ونسبة السعوديين 30% فقط وهم من "الممارسين الصحيين ورجال الأمن المتعافين من فيروس كورونا المستجد"، وهو ما يعكس إنسانية المملكة في التعامل مع الحجاج، دون النظر إلى جنسياتهم.
إن بلادنا تستغل موسم الحج للقيام بالكثير من الأفعال الإنسانية، التي تتمثل في استضافة آلاف المسلمين من كافة أنحاء العالم، لتأدية فريضة الحج على النفقة الشخصية لخادم الحرمين الشرفيين ايده الله، ومن أبرز الحجاج الذي يتم استضافتهم سنويًا أهالي الشهداء الفلسطينيين الذين فقدوا أبنائهم أو أزواجهم على يدي جنود الاحتلال، وهذه الاستضافة نوع من المواساة تساعدهم على التغلب على أحزانهم وبدأ حياتهم من جديد، ولا يقتصر الأمر فقط على استضافة أسر شهداء الفلسطينيين، بل يمتد لكل الأسر الإسلامية في شتى بقاع العالم، ولعل استضافة خادم الحرمين 200 من شهداء الحادث الإرهابي الذي وقع في مسجدين بنيوزيلندا، وأدى إلى مقتل 50 مسلما وإصابة 48 آخرين بجروح، في جريمة بشعة ھزت ضمير الإنسانية لخير دليل على ذلك، وفي لافتة انسانية وجهت المملكة الدعوة إلى مسن إندونیسي يبلغ من العمر 94 عاما، نشر مقطعا على وسائل التواصل الاجتماعي، يبدي فيه رغبته في أداء فريضة الحج، ولیس بمفرده، ولكنه بصحبه جميع أفراد أسرته.
ولك أن تعلم أن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، منذ بدايته وحتى الآن استضاف 43 ألفا و547 حاجا من كل دول العالم، وأهم ما يميز هذا البرنامج أنه يحقق حلم مسلمين كُثر لم يشملهم البرنامج في سنوات سابقة، وفي العام 2018 استضاف البرنامج 5300 حاج من 95 دولة حول العالم، وكانوا كالتالي: 1000حاج وحاجة من أسر شهداء رجال الجيش والشرطة المصريين، و1500 من أهالي شهداء الجيش اليمنى والجيش السوداني، فضلا عن 1000 حاج من أسر شهداء فلسطين، و 1300 حاج من مختلف دول العالم، بجانب 500 حاج من جمهورية غينيا بيساو في غرب أفريقيا، ليكون إجمالي عدد الدول 95 دولة بإجمالي 5300 حاج، ليس هذا فقط، بل تكفل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بنفقات الهدي لجميع الحجاج المستضافين ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة من مختلف قارات العالم. وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس)
وأخيرًا وليس آخر، فإن ما سبق ذكره من وقائع انسانية تقوم بها المملكة في موسم الحج، يكشف عن إنسانية قادة هذه البلاد، وحرصهم على مواساة شهداء المسلمين والمستضعفين، من خلال تقديم لهم رحلات حج مجانية على أعلى مستوى، ويدحض أي أكاذيب قد تنشر من قبل أعداء بلادنا عن الحج، ويؤكد على أن إنسانية وحكمة المملكة ليس لديها أي حدود جغرافية.
بقلم : أ.د محمد احمد بصنوي