التغير الدراماتيكي مع أزمة كورونا
الكاتب / إبراهيم آل سليمان الثقفي
نجد التغيرات التي يشهدها
عالمنا اليوم انعكاسها في التغير الدراماتيكي الذي يشهده نمط حياتنا اليومي خلال أقل من شهرين تفاقمت أزمة كورونا وأصبحت حياة ثلث سكان العالم محصورة بين مكان السكن ومتاجر الأغذية والمشروبات والمنظفات المنزلية والصيدليات وبين ليلة وضحاها توقفت آلاف المصانع والمؤسسات وغيرها وفجأة أصبحنا نعيش دون متاجر ألبسة ومطاعم ومقاهي وصالونات حلاقة وسياحة . وفي ظل هذا الوضع ازدهرت التجارة الإلكترونية التي تعزز مكانة حياتنا الافتراضية عبر الإنترنت ووسائل تواصلها المتعددة بشكل لم يسبق لها مثيل ونجد ولله الحمد معظم البلدان العربيه ومنهم المملكه قامت باستغلال الناتج المحلي للأراضي الزراعية التي هجرها أصحابها بحثا عن العمل في المدن الكبرى وهنا يكمن الفارق في استطاعتنا تخطي الأزمات وتوظيف العمل والإنتاج المحلي من الاعتماد علي الزراعه والتمور ومن خلال أزمة هذا الوباء العالمي يتضح لنا عشرات الملايين من العمالة اللذين دخلوا إلى بلدنا بحثا عن حياة أفضل والعمل كعمالة غير رسمية وغير مستقرة بأجور متدنية وبدون تأمين طبي ومما لا شك فيه أن أزمة كورونا ستسبب البطالة لهؤلاء أكثر من أي فئة أخرى بسبب الحجر المنزلي وتوقف الأعمال. وهو الأمر الذي سيدفع الكثيرين منهم إلى العودة إلى بلدانهم أو التفكير في العودة بهدف القيام بنشاط اقتصادي زراعي أو حرفي يساعدهم على كسب قوتهم اليومي بعيدًا عن المدن والدول الحضارية ويشكل هذا الأمر فرصة تاريخية ونادرة للحكومات علي استبعاد هذه الفئة وتنظيمهم من جديد وجلب الصالح واستبعاد العمالة التي تعيق من تنظيم وتطوير البلد والعودة إلى الإنتاج الواقعي والعمل الواقعي من خلال عمالة منظمة .