صوت مكة - ( سامية بكّر ) مدير تحرير الصحيفة ومسؤولة تدقيق المقالات
عبر وعظات تخلفها الأزمات .. لها سلبيات وإيجابيات ولكنها توقظ البشر من الغفلات وتغير بلا شك عقليات في ظل انتشار وباء كورونا هناك تغيرات ستخرج ابتكارات ...
ألا نتذكر ( الحاجة أم الاختراع ) ؟ وما هي الحاجة الآن ؟ ( ضرورة الأزمة ) فنحن مضطرون لعمل المستحيل حتى نجد ما يخرجنا من عنق الزجاجة ؛لنخرج بأمان وننطلق بحرية مع أن الشركات والقطاعات والوزارات كلها تقدم خدماتها للناس عن بُعد ولكن علينا أن نتذكر لولا كورونا لما حدث كل ذلك ، فلماذا التضجر من البقاء في المنازل والمحافظة على صحتنا ؟ لماذا ننظر إلى الوباء وكأنه مصيبة وليس ابتلاء ؟ ونتسخط ونحن نؤمن بأن كل شيء قضاء وقدر ؟ أنسينا أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يزيح هذه الغمة عن الأمة ؟؟ أين الدعاء ؟؟؟ أين اللجوء إلى الله ؟؟
ولكن لعله خير .. لعل الأمة تصحو من غفلتها ! تعود إلى رشدها ! تنظر إلى حالها قبل وبعد كورونا !!
ربما يجتمع شمل الأسرة التي لا يكاد يرى الأب فيها أبناءه ؛ لانشغاله ، وأن تهتم الأم بأطفالها بعد استقرارها في المنزل ، وربما يؤدون الصلاة جماعة ، أو يعالجون مشاكل تم تأجيلها لضيق الوقت ... أليس كل ذلك خير ؟؟
لمَ نخاطر بأنفسنا بعد فتح الحظر جزئيا من أجل الزيارات والذهاب إلى الأسواق ولم ندرك للحظة أنها ليست أفضل من المساجد التي أُغلقت والعمرة التي مُنعت .
ولنضع في الحسبان أن العالم لن يكون كما كان ، فالتقلب سمة الزمان .
كم سمعنا وقرأنا عن أفكار جديدة تمت تجربتها كان لها السبق أن تستمر ، هل تعتقدون أن اللقاءات المباشرة مثلا في الاجتماعات أو عقد المؤتمرات التي يحضرها الآلاف عبر المدن والقارات ستعود إلى سابق عهدها ؟؟ أم ستحول إلى مؤتمرات افتراضية عبر الإنترنت مثلما ترون ؟؟
ولكننا ما زلنا نمارس التعليم عن بُعد ونستقبل الطلبات عن بُعد ونطمئن على صحة مرضانا عن بُعد ، كل ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، كما تصلنا الأخبار ، ونستطيع أن نتواصل مهما بعدت المسافات ،ونعلم ونتعلم ونمارس الهوايات ، وها أنا ذا أنشر لكم في ( صحيفة صوت مكة الاجتماعية ) فلولا وباء كورونا الحالي لما كتبت مقالي ( لعله خير ) .
✍???? بقلمي