جاءتْ تسأل عني، كنتُ بين النوم واليقظة عند سؤالها، كانتْ تقف عند باب الصالة بينما أنا في غرفة نومي، عندما لم يجبها أحد انطلقتْ مسرعة وبيدها قطعة الآيسكريم التي تحبها، في أثناء ذلك عثرتْ بها قدمها لتسقط على الأرض، لم أنم بعد وإن كنتُ قريبا منه، بكتْ وهم يحاولون إسكاتها ويعرفون مقدار حبي لها وأنني يمكن أن أزلزل البيت بأكمله مقابل ذلك، فعلوا لها كل شيء وأنا لا أزال أتابع عن بعد، حاولوا إرضاءها ببعض قطع الآيسكريم المحفوظة في الثلاجة وهي تتشبث بقطعتها ومصرّة على أن تراني، تورمتْ شفتاها من السقوط، ظهر احمرارٌ من الدم على محيط فمها، كنتُ أسمعهم يقولون ذلك وأنا مطمئن عليها وهي تقول أريد بابا وهم يقولون إنه نائم، قالتْ : لا لا، أريد أن يصحو، أنا أريد بابا، ظللتُ أتألم داخلي، أريد أن يكتمل المشهد لأعرف إلى أيّ مدى تحبني صغيرتي، أخيرًا رفعتُ الغطاء عن وجهي، ناديتُ عليها بصوت رخيم مرتفع، أقبلتْ تجري وأنا خائف عليها من أن تقع على الأرض ثانية ويزداد ألمي وألمها، دخلتْ عليّ بوجهها القمري وفمها الوردي ذي الحمرة، قفزتْ بخفة على صدري، طبعتْ قبلة حمراء على صدري وملابسي البيضاء، فتحتُ الثلاجة الصغيرة التي بجانبي، أخرجتُ منها قطعةَ ثلجٍ صغيرة وبدأتُ أمرّرها على فمها الصغير لأخفي ملامح الانتفاخ الطارئ، عندما شعرتْ بالراحة فتحتْ كفها وبه بقايا آيسكريم، قالت بابا... آيسكريم، قلتُ لها آيسكريم ياعمري، تريدني أن أطعم معها، طلبتْ مني أن أرمي غطاء النوم جانبا، فعلتُ ذلك وأنا أقول لها سرَى النوم من النافذة ياصغيرتي، قالتْ: اجلس بجانبي، أريد أن تحكي لي حكاية، هرشتُ شعر رأسي وأنا أقول : حكاية.. حكاية، قلتُ لها: يوجد واحدة اسمها..... ضحكت لا لا، هذه أنا، قلتُ: لها :لا لا لا هذا اسم واحدة غيرك، دعيني أكمل، دخلتْ هذه البنت ومعها آيسكريم تسأل عن أبيها، وهي تجري للبحث عنه فسقطتْ على الأرض،....، قالت : أنت تحتال عليّ هذه أنا، بتُّ أضحك وهي معي والبقية نائمون، طلبتْ قصة أخرى، قلتُ لها: غدا أعطيك حكاية ثانية، غدا لابدّ أن نذهب إلى الطبيب لعلاج حلْقي وحلْقك من آيسكريم آخر الليل، هزّتْ رأسها، قالت : صحيح يابابا، الآيسكريم يعوّرك في حلقك (هكذا قالت) ، قلت لها وحلقك أيضا ياصغيرتي، نامت وأنا أمسك بقطعة الثلج.
الكاتب / محمد الرياني