الجزء الثالث والأخير
جدي ذلك الاسطورة
بقلم :صالحة أحمد
فهاهي المدينة تعج بالحياة ،وهاهي ذكريات جدتي وحكاياها ،تبعد بنا إلى هناك على شاطيء الأمس وأبقى أنا أقلب ربيع الماضي ،علني أجد فيه ذلك الغائب ،لأتوصل إلى شيء يجسد صورته في عقلي ،ومضت الأيام وحديثها عنه يقتلني ويرسم في داخلي أقوى شخص لعب مع الطبيعة طويلاً ،ورقص مع الذئاب رقصة الإنتصار ،وغنى مع العندليب على مسرح الحياة ،ولكني مازلت لا أدري أين أجده ؟هل أجده في تلك الأبنية الشاهقة ،أو في السوق التجاري ،أو في هدير المكيفات ،لا أدري أين أجده؟وزاد قلبي تشوقا إليه ،ومضيت ودقات قلبي تبسط جناحيها في الريح لتحلق بي إليه ،لكن الأقوى والصعب لا يأتي إلا بالصعوبة ،كانت الصحراء ترتجف عندما مضيت إليها لتسرد لي حكاية ذلك الرجل والصيد الذي لف جلده في أعجوبة ! تقلق كل سكون وتروي الأفئدة المكلومة ،وعندما رأيته ليتني لم أراه في ثياب متمدن وجمال أزلي كل شيء فيه والذكرى تقطعني وأحتظنه إلى صدري ،لكنه لم يكن سوى بقايا هامدة من جسد صامت ،وروح فاضت إلى هناك ،حينها كتبت خلف إطار صورته بعد أن أحتظنتها طويلا ،جدي العزيز إليك تحايا من قلبي ،رغم أني لم أعي حياتك جيداً ،إلا أني أشعربوجودك فتكف عيناي عن الدموع.