صوتي الأصم!
الكاتبة: ليالي محمد
صخَب القلب
ألهمتني كلمات احدى الأغنيات لكتابة هذه الخاطرة، استرسلت الكلمات من بين يداي وأكملت الحروف بعضها البعض، أغمضت عيني تخيلت القصة بأكملها أمامي وكأنَّ الكلمات تُعاتب بعضها والجروح تداوي نفسها، والألم يتبعثر بين الكلمات!
***
وقفت أمامك الآن بضعفي، بحيرتي وقلقي، مرَّ العمر دون أن أدرك أنه مرَّ في لهفة هذا اللقاء، أفنيتُ عمري ضائعًا بين دفتي الكلمات، أترنم بها أهيم فيها وأضيع بين الألحان دون أن أجدك بينها، كان الغناء لأصل بصوتي لكن الكلمات باتت خرساء، أصرخ بها لأذانٍ صماء، أُسمع بها كل البلدان، لكنك أنتِ وحدك لا يصلكِ صوتي!
صوتي الذي وقف أمامه الكثير من الأجيال يشيدون بآهاتي، يرددون آلامي، يترنمون بأشجاني وأشواقي إليك!
باتت خطاي إليك خائبة لا تملك وجهةً أو مكانًا تصل إليه، تمشي دون هدف، والآن كما أكتب هذه الرسالة دون هدف لأنني أعرف أن الوصول لم يعد متاحًا، ولم يعد لي فرصة لأن الفرصة ضاعت من بين يداي حين شارفت على الوصول، سقطت كل آمالي مني، أيعتذر المحبوب عن ذنبٍ لم يكن ذنبه!؟؟ أيسامح المُحب بعد ما ضاعت سنين حبه؟؟!
اليوم أسمعتُ صوتي، اليوم وصل شوقي، اليوم أقف أمامك، وأغني بأعلى صوتي بعد أن رسمت تجاعيد الزمن خرائطها على وجهي وبحَّت صوتي وأخفت بريق اشتياقي، أغني بصمود كأني لم ألمسه في صوتي منذ سنين، كنت أغني لك لكن اليوم جئت لأغني بين يديك قد تدركين كل ما فات بيننا لكنك ستعرفين حتمًا أنه حين يفوت الأوان عليكِ أن تغمضي عينيك وتستمتعي بسماع الألحان قد تسقط دموعك لكنك لن تجرؤين على قول كلمه غير أنكِ انبهرتِ بهذا الانجاز! بهذا الرونق في صوتي القديم!!!
أتعرفين أنَّ نظرة واحدة منك كانت كافية لأكتب أشعارًا من بريق دموع عيناك، أيخطئ الشعر عيناك؟؟!
حاشى وكلا أن يخطئ شعري عيونًا سهرت لها سنينًا عِجاف!
لن أتألم قد ولى زمن الألم!
لقد سافرت الآلام مع أصحابها بتُّ هنا وحدي ألمح أطياف حبي تسير وحدها دون أن ألمح طيفك يرافق ألحاني، كنت وحدي بألحاني أغني، أُنشد حزني أُجهر بحبك الذي حرمني حب هذا الزمن!
لقد شاب الحب بي ووصل بي إلى هنا، ترتجف يداي، يرتعش صوتي، تخونني حروفي، وأرفع صوتي أمامك خافيًا كل الذي لا يُخفى، وبكل شجاعتي لأقول: لا تعتذر!!
حتى بعد قولي هذا أتلمحين خوفي! ترددي في قولها وارتجافة حروفي، أتلمحين بعد هذه السنين كلها جفاء صوتي وحنيني!!
ضاع العمر بين كلماتٍ لم تصل في وقتها المناسب، ضاعت كل الأماني، ضاع شعوري وتمنيت لو انه لم يعد يلامسني بعد اليوم، أيشيب الإنسان بسبب الحب ولا ينتهي هذا الحب؟؟