الجز ء الثاني
من قصة جدي ذلك الأسطورة
بقلم /صالحة أحمد
فاستيقظت فزعة ،وإذا بالكون آية أخرى ومضت هي تتراقص مع مزمار الراعي الذي يطرب أجوائها الساكنة ولكن ياترى مالذي ينتظر ها ،ثمة رحلة طويلة سوف يقومون بها ،وعندما عادت للمنزل قابلتها هي بوبل من كلماتها السامة والتي تقتل فيها بقايا عمرها المرسوم على حافة النسيان ، وجمعت قواها الخائرة وبدأت رحلتها في الركض وراء المجهول في قيعان تلك الأودية الجافة ،والتي تذكرها بجفاف عمتها وحقدها عليها ،وتسير في أعالي الجبال وأسافلها وقد حفيت قدما ها وأدميت جراحها وأزالت الأحجار بعضا من أظافرها فزادت آلامها ألماً ،وهاهو خرير ماء جدول نمير يطربها ويرد عليها عافيتها فتشرب إلى أن يتغلغل الماء في عروقها ،وتسند رأسها إلى بقرتها وهي تتمتع بصوت الأغنام وهي تهشم الحشائش بين فكيها وتذكر الكوخ القديم ،وذلك الذي غاب عنها منذ أن هل ربيع السنة ،لا تدري أين مضى وتحدث نفسها مرارا ،لكن سؤالها مازال حائراً وإجابته مازالت مبهمة تترائى لها أطياف حالمة ،لكنها لاتخلو من قطيع خرافها وأخذت أغنامها تتسلق الجبال فسقط حجر صغير على رأسها فأيقظها من أحلامها ،وصعدت هي إلى الجبل فإذا بأعجوبة المنازل القاطنة في الوادي والتي تسمى (الخدر)،وكم هو جميل عندما تتخيل البساط الذي تنام عليه وتذكر معه حكايا الجدة ،وكم هي تلك الحكايا تثير شوقها عن ذلك الذي صورته بألف صورة ،فلم تستطيع أن ترسم صورته الحقيقية ،ولم تكن تذكر من ماضيه شيء ،سوى غطاء رأسه الذي يميل إلى الغرابة وعصاته التي كان يحتضنها في صحوه ونومه ،وتذكر بعضا من أثاث منزله المتهالك وإنحناء ظهره عجبا ًمن الزمن وزهداً في الآتي ،ومازالت جدتها تسرد لها تلك الحكايات بكل الحب الذي سرى في قلبها ،فأضحت هي مكبلة بهذا الحب أيضا ،تتمنى أن تراه ولكن كيف السبيل ومتى ؟لا أدري