*خيوط الفراق!*
ليالي محمد
صخبُ القلب
ها أنا هنا لكنِّ ضائع كأنِّي ابرة في كومة قش، أعيش ولكنِّ لا أتنفس، أستشعر كل شيء وكأنِّ بالأمس كُنت واليوم لستُ بكائن!
بين ذراعيك آمنت بكل ما هو مخلوق في هذا الكون وأنَّه لله وآمنت أنَّ القلب الذي بداخلي ينبض على أرضك هذه، ولكنَّني في ذلك الوقت كُنت شاب تتدفق الحياة من بين عيوني ومن أعماق قلبي، أحبك من داخلي وأعرف شعوري حقَّ المعرفة وفارقتك وأنا في ريعان شبابي فعُدت مكسور وقد أرهقتني الحياة، فعلمت أنَّ لا راحة لي في البُعد! فهزمتني المسافات وأمسيتُ إليك عائدًا أجرُّ خيباتي فقابلتني بخيباتٍ أكبر فعرفت أنَّني غبتُ زمن طويل!
اشتقت لك وفي ذات الوقت ابتعدت وحاكت خيوط الفراق مسافاتها بيننا فحتى حين عُدت كأنَّني لم أستطع العودة لنفسي وكأنِّي مازلت عالق في اللحظة نفسها، وصلت لكنني لم أصل، وعدت ولكنني لم أعد!
هناك فارق بيننا أهو فارق العمر؟ أم فارق الزمان الذي سُرق منَّا؟
تائهٌ وأنا فيك، بين أراضيك وتحت سمائك، لكنَّ أشجارك لا تضمني، أرضك لا تسعني!
أهو من فرط البعد أصبحنا أغراب؟ أم من خوفي الذي أقلقني؟
أحبك وأخاف قول هذه الكلمة!
حتى سمائك ما عادت تصل ليدي ولا أستطيع أن أرسم أحلامي كما كنت في ريعان شبابي، طال بنا العمر وامتدت السنوات، وأصبحت اليوم غريبٌ في بلادي، ضيَّعت نفسي وهويتي، فبتُّ أركض خلف ما تبقَّى من حياتي أُجاهد لأجد نفسي!
بين طرقاتك التي ضمتني يومًا ما هنا وجدتُ نفسي واليوم أضعتها!