الجزء الثالث
قصة فقاعة الصابون
الكاتبة : صالحة أحمد
وعندما سألنا أمي ،وإذا بها تتنهد وتغير جلستها ،إنكما تسألاني لماذا تختفي فقاعة الصابون ؟سأخبركم الآن ،لو نظرنا إلى فقاعة الصابون لوجدنا ها جميلة وجذابة ومثيرة ،إنها شفافة لدرجة أننا نرى كل ماحولنا من خلالها،ولكن عيبها الوحيد إنها تطير ،وبينما نحن في قمة الإنخداع في جمالها وإثارتها تختفي ،إنها تشبه تماما الدنيا وبعضا من البشر ،نعم بعضا من البشر ،فقد تعيش في الدنيا وتنخدع في بعض البشر ،وفجاءة وفي موقف بسيط يتلاشى كل شيء ،وكذلك بعض البشر قد تجدهم أول مرة صدفة أو تجمعك بهم علاقات إنسانية ،أو صلة رحم ،قد تثق بهم كثيرا وتتعود عليهم وتحبهم أكثر ،وتعيش معهم على سجيتك ،وفطرتك متناسيا أو ناسيا أن ثمة هناك جانب آخر لهم ،أو وجوه أخرى خلف وجوههم ،وقد تكشف لك الأيام الجانب الآخر ،وتصاب بالصدمة والإحباط ،لأن تلك الكمية التي رأيتها من الجمال والطيبة ،لم تكن إلا مجرد فقاعة صابون ،عبث بها الهواء وتلاشى كل شيء.