معزوفة أنثى ...
أنثى أنا حرة طليقةً لا أخضع لقوانين البشر ، أواجه وأصارع جبروت الحياة وقسوتها وهي تحاول جاهدة تقييدي بأغلالها وقيودها وغرس أنيابها بداخلي لتبث به سموم الإستسلام والخضوع والوهن ، لأبدو هشة ضعيفة غريبة عن نفسي وعن جميع من حولي ، لا أقوى على مواجهتها ، عاجزة عن تحقيق أحلامي ، طموحي ، إنتصاراتي ، بل وتنهال عليّ بأنواع مختلفة من المواجع و الإنكسارات والألآم لأقف صامتة أمام قهرها وطغيانها وأتوه في سراديب ظلامها ، لم تعلم أنه بالرغم من ضعف جسمي ووهنه ، أمتلك بين ثناياها تلك المخالب القادرة على تمزيق ذلك الخذلان والإنهزام ، لأقف أمامها شامخة كالجبال بصمودها وهيبتها ووقارها ، وأنني لم أُخلق لأُهزم أو أضعف وأحزن ، مُخطئ من أخبرك أني سهلة المنال ، لن أحترق لأجلك ، ولن أذرف الدموع أو أتنازل عن حقي بالبقاء ، أعدك أن أبتسم بوجهك وكأني لم أتذوق طعم الألم يوما ، لن أتخلى عن عزيمتي فقسوتك لم تعد تهمني ، ثقي سأرقص على أي لحن تعزفيه ، لن أتوقف أو أتعب ، وسوف أسرق منك أجمل اللحظات ، فالحرب بيننا سجال وفي كل مرة أُهزم فيها سأصنع لنفسي شخصية شامخة بكبريائها وتمردها تصعق كل من يتسلل خلسة لإيذائها وتجيد رسم الخطوط الحمراء لتُخضع الجميع لإحترام قوانينها ومبادئها عند حضورها شئتِ أم أبيتِ ، وسأظل أنثى قوية أيتها الحياة حتى يواريني التراب ...
الكاتبة / سميرة عبدالهادي