فاتنتي
الكاتبة : صالحة أحمد
فاتنتي والليل البهيم ،وسكون النفس وتمحور التعب على أكتافي ،وهاهي فاتنتي بين المغيب والشفق تدس بعضا من جمالها تحت جناح الليل وأقداح قهوتي السمراء الفواحة بعبق الهيل والبن الخولاني المعتق ،هكذا يعتنى بها جيداً كالملكة المتوجة ،بداية من تلك الطقوس التي توضع لجلسة قهوة نزيح فيها بعضاً من التعب ونذوب بين نكهتها بعضا من الهموم ،لتتبخر هكذا كبعضا من دخان القهوة ،فاتنتي والسر الذي بينها وبين شفتاي ،تحدثني كلما أرتشقت قليلا منها ،وتهيم نفسي بين كوب وروائحها التي تغني نفسي عن ألف مشهد ،هذا هو سر قهوتي السمراء وهذا هو سر فتنتي بها ،إنها ليس مجرد إحتساء قهوة وإنما ثمة حدث يرتبط بها ،وثمة وقفة للنفس في ضفافها ،فكم من شخص يذوب سكر في كوب شاي أو قهوة ،وأنت لاتدري أنه يسبح في عوالم ويعيش عوالم ،ويأتي بفكرة ويميت فكرة ويذكر معها حبيب قريب ،أو قريب قد مضى .