قصة شجرة الحناء
الكاتبة : /صالحة أحمد
فتحت عيناي ذات صباح ،وإذا الصباح صباح منمق وفريد ،والجو صاخب بالحب والأمان والهدوء ،فتحت عيناي وإذا بالجو ماطر وغائم حملني على متن سحابة ماطرة ،استنشقت من خلالها أنسام الحياة والمطر والسيول في منظر استثنائي ،وجو عابق بروائح الفل والياسمين والخزامى ،وأشرقت شمس الصباح ،وهاهي بين جبلين وعلى تلك السفوح الساحرة تناغم الجبل والسهل في خضرة فريدة ،وعبقت ذاكرتي الصغيرة بالأمل والذكريات المخضبة برائحة زهور الحناء ذات الرائحة العطرة ،وقد تفتحت أزهارها في هذا الصباح الربيعي ولك أن تشتم هذه الروائح ،ودعها ترحل بك حيث تشاء ،وبين منزلي وكوخ بقربه وحديقة خلفه وربما قد صنعتها أنامل طفولية بحتةً،هناك وبين هذه الممرات والأزقة وعلى ممر باب منزلنا القديم وباحته الواسعة تنبت شجرة الحناء عندما ينزل المطر ،وفي أثناء عبثي بها قالت لي أمي ! يا أبنتي إنها شجرة الحناء ذات الرائحة العطرة ،دعيها وعندما تكبر سوف نأخذ بعضاً من أوراقها لسحقه ونختضب به،ياسلام!ستكبر يوماً شجرة الحناء على قارعة طريق بيتنا ،وحفظت أنا عبارات أمي وأخذت أتعهدها كل صباح بالرعاية والإهتمام.