عرائس الطرقات
الكاتبة : صالحة أحمد
بكيت اليوم،على الأيام التي رحلت ،بكيت وذابت بعضا من خواطرنا كما ذابت لنا ذكرى مع الأيام ولارجعت،بكيت بقايا من مشاعرنا التي ماتت ولاعادت ولا غنيت فاستمعت ،بكيت بعضا من عرائسنا التي رميت على الطرقات ،وقد ديست وما سألت عن الأحزان التي حملت ،وعما كان من ماضي تزينت فيه وقد جهلت ،فلا لانوا لأشواقي ولاحنوا لدمعات على خدي إذا سكبت ،وظنوا في قرارة نفس بأني ،حائط مسلوب كرامته فلايبدي كرامته التي سلبت ،ولا يعطى مجالا ليبدي بعضا من مشاعره التي ماتت وبالأحرى ترى قتلت ،بعيدا عن هجير الظلم ،تراني جسدا مدمى على أرض في الطرقات ،ولكني ترى في داخلي إحساس وآهات أوزعها على آهات ،وقلب قد أوجعه الخوف وفي شريانه يقتات ،بقايا من هموم النفس وقد غادرت من أوجاع إلى أوجاع ،ولا داويت أوجاعي ولاحنيت على عرائسي تلك التي مرمية في الطرقات ،وبعدها تأتي كما حاكم ظالم ،لكي ترسم بيتا على بقايا من جسدي الممزق ،وتقضي على تلك البقايا فرحا ،فلا أنت تركتني أموت ،ولا تركت لي متنفسا الحرية ،لكي أصيح إنني هنا أتنفس الهواء الطلق حتى لو كان من ثقب لكنه ملك لي ولا منافس في الهواء ،ولا حولي أصابع تكتم بعضا مني وأغالب الأنفاس ،
وها أنا أنظر إليك من بعيد ،محاولة إسترجاع ،عرائسي لكي ألملم بقاياها المشردة من الطرقات ،وأنت شكرا يامن كنت مأمن لبعض الوقت لبقايا جسدي وهم عابر مكبل بالآهات ،عذرا أعدني هكذا إلى نفسي وإلى إبتساماتي ،حتى إذا عشت على رصيف مهمل أبقى أنا نعم أنا مشتريا حريتي وكاتبا على جدار وهمك كانت لنا هناك أمنيات ،لكن سجن حبك مهزلة ،ماتت على أعتابها قصائدي معك والأمنيات ،فرحلت عنك عندما أحسست أن قربنا صار أكذوبة نسجت ،مما مضى ،وتهالكت في ظلها نفسي وماتت في حناياها بقايا أمسيات ،وبت وفي حلقي غصة أكتمها ،كلما حاولت أن أحكي لك ،إني كنت أنتظرك كل ليلة ،ولكن ذابت شموعي في إنتظار بارد ،عابس البسمات.