عنكبوت
الكاتبة : ليلى ربيع
بينما كنتُ أسير في أحد المراكز التجارية وحينما أعياني التعب ركنتُ إلى أحد المقاهي التي على جنبات المركز وأخذتُ أستدفئ بكوب من القهوة ، كان الجو بارداً هاجت السماء بوميض البرق والأرض سفح سيلها فجرى الماء فيها ،
إعلانات تجارية بعروض مفرية ،
روائح منعشة وزكية يعج بها المكان ، بخور ، وعطور
اختلاط بياض الثياب بسواد العباءات تداخلت بينهما مساحات رمادية ،
الناس تأكل وتشرب على جنبات الطريق ،
أقلب بصري هُنا وهُناك تلحفت بشالي الكشميري مستمتعة بموسيقى روميو وجوليت .
لفت إنتباهي شاب فارع الطول ببشرة سمراء أنيق المظهر في غاية الترتيب تفتش عيناه يبدو لي عن مفقود قد ضاع منه .
يسير بخطواتٍ متسارعة يتلفت يمنة ويسرة ، يدخل ويخرج من محل إلى آخر .بين الفينة والاخرى.
توارئ عن ناظري للحظات رفعت بصري فوجدته مقبلاً مسرعاً من اخر الممر يسير خلف فتاة جمالها خاطف مقترباً منها متمتم ببعض الكلمات التي لم افهمها لبعد المسافة .
تنحت الفتاة جانباً وتوقفت ….
ظهرت عليها ملامح الغضب مفسحة الطريق له ….
استمر في سيره بخطوات أسرع من ذي قبل.
فعرفت حينها إنه مجرد عنكبوت لم ينجح في نسج خيوطه.