اللوحة والرسام
الكاتبة :صالحة أحمد
أرسمتني يوماً!
وقد كنت فرحة أنك من بين ألف فتاة أخترتني ،وجمعت بعضاً من بقايا دميةً مرميةً في قارعة الطريق ،وزعمت أنك الفنان وأني ضمن لوحة فنية شكلتني ،وزعمت أن مداد حبر لوحتك دماء قلبك جارية في لوحتك لاتنتهي،وحلفت أني صاحبة اللوحة وأميرة بين الصور وبين النساء هكذا أوهمتني ،صدقت لأنك الرسام
صدقت لأنك الإحساس والفن المعتق بالحقيقة والصدق هكذا وبين لحظات الوله والذهول ،خذلتني
ريشتك التي تنساب لحناً من الحب ،على مشارف قلبي ،قد تغير لحنها ،أصبحت أسمع صوتاً مزعجاً،ويقودني إلى صداع مستمر،وأرى من بين كل هذا وجه غريب لأول ولهة أراه،وجه شبح مخيف ،وتحولت ريشتك إلى سكين غدر ،وها أنت دون سابق إنذار طعنتني ،يا أيها الرسام مهلاً،مهلاً،لم أعد أريد أن ترسمني
فأنا هنا أرى نفسي بقيود ،دعني أيها الرسام حل قيودي فأنا لست بحاجة إلى رسمك ولا لوحتك المليئة بالسواد ،دعني أحزم أمتعتي فأنا التي خانتني فراستي وظننت أنك الرسام وأنك الجمال والهدوء،ولم أعلم أن لك وجه آخر خلف وجهك ،دعني أغادر المكان ،دعني أعود دمية ممزقة ،تشتت أجزائي في كل مكان ،ولا أعيش لأرى حقيقتك وحش يرسم لوحةتنبض
حباً ،بعدما قتلني خلف أكوام لوحاته القديمة.