شبيه
الكاتبة : ليلى ربيع
تتخطى تلك المياة الجارية ذات الرائحة النتنة تقفز فوق أكوام القش 'قطط يعج بها المكان .بيوت متصدعة'وأزقة ضيقة تهرول لتصل إلى موقف سيارته تمتع عينيها برؤيته قبل مغادرته 'دون أن يشعر .ثم تعود على صرخات مدوية من أبيها وهو يبحث عنها'
يجتمعون وقت الظهيرة على طبقِ واحدِفي حجرة دافئة تمعن النظر في أبيها رجل ضئيل الجسم شاحب الوجه بصوت خافت .تعود إلى حجرتها بحذر لتراه وقد عاد فلا تسمع الا صوت قلبها على الرغم من الصمت الشاحب بينهم .
تفتش في منزلهم الصغير فلا تجد سوى تؤامها التي هي انعكاس مرآتها ،بشرة زيتونية صافية . ولعينيها بريقاً يخترق نياط القلوب . تراها وقد خرجت مسرعة لترمي النفايات بالخارج على وجل ، وبخفة .
وجدته يقترب منها وضع يده على كتفيها فصفعته على وجهه
تعجب من ردة فعلها . !!!وعادت مسرعة يتراقص قلبها وترتجف شفتيها '
في ذلك المساء في اخر الحارة رأته يلوح بيده يطلب منها النزول مرسلاً قبلة اخترقت اضلعها .
سرح بصرها بجمالة فارع الطول ' عريض المنكبين وبعينين سوداويتين وشعر كأنه الموج على حبينه وبشرة بيضاء
تبسم ولوح ثانية كان يمسك بيده الأخرى وردة حمراء وبرقية .
أصابها إرتعاد في جسدها ' توارت ، تعرق جبينها ، ذابت خلف النافدة كما تذوب الشمعة .
وقفت على قدميّها مقررة الخروج له ولكن .
وجدت أختها وقد أحاط بيديه على كتفيها وقبل جبينها .
دخلت وهي تلتقط أنفاسها معها وردة حمراء وبرقية .
هل حقاً كانت هي ولستُ أنا ؟!
كانت عيناها جامدتين يكسوهما غشاء من من الدموع '''