جسد..
الكاتبة: ليلى ربيع
يتلاشى كفقاعة صابون داستها الأرجل بانتشاء ، تتطاير أشلاء روحه للأعلى فلا تصعد . وحينما تسقط لاترتطم بالقاعِ.
يتلكأ في كلماته في زفير وحدته يحدق في تلك الوجوه وجعجعة كلماتهم التي لايفهم منها إلا اليسير .
لم يذق طعاماً أو شراباً شيطان شاطر روحه منذ تلك اللحظة التي علم بها بأنه سيزج في زيجة لم يأبه بها في يوم ما.
يتلمسون جسده و يطبعون على جبينه قبلة عابرة كل صباح .
جاءت تلك العروس على استحياء . فالمكان جديد عليها
جميلة بيضاء حلم لكل من يريد الزواج ذات عينين خضراوين جمالها خاطف .
قرعت الأجراس في التاسعة مساءاً لبداية مراسم الزواج .
أقتربت منه ودنت وهمست في أُذنيه ' حاول الفرار منها ولكنها شغفت بهِ حباً منذ الوهلة الأولى.
كغيمة سوداء!! حطّت بجسدها عليّه .فكان ككتلة ثلج لا حياة فيها .
كنّا نسمع ذويا لصرخاته ' إنتحابه . وكأنهُ يقول أرى مالا ترون
أنا مكره'''
أغلق باب الحجرة عليهما .
بدأت تقترب منه شيئًا فشيئاً .كانت أكثر جرأة منه في المبادرة.قبلته قبلة غامرة.
حمل الصباح روائح مختلطة لليلة تشاجرا فيها .
كانت صنة شمّها وعرف إنها مميته.
لقد أخرجت كل مايؤذيها من جسدها ،لترتاح هي وتبدأ معاناته .
في بيت من زجاج حُبس تحت رعاية طبية مشددة ، ساء حاله كثيرًا. فلم يمضِ إلا أسبوع حتى صعدت روحه إلى السماء.
خرج الجميع في ظلمة حالكة على الرغم من وجود الضوء .
تلحفت أمهّم بعباءة سوداء غطت حتى وجهها .وأخفت كل ملامحها . فلا يُسمع إلا صوت زفير وأنين وضجيج قلوبهم بشفاه جافة ووجوه مصفرة وأعين غائرة 'يرددون .
هل حقاً كان يعلم بأن تلك الليلة هي نهايته ؟!
كان قطا ذكياً فليتنا مازوجناه؟!