الإنسان إذا كان يذكر شخص دائما في أحاديثه ، وذكرياته فهو يحبه بشكل غير طبيعي .. وفي حديث الذكريات دائما لا يخلو كلامي ، بل لا يزين من ذكر شخصية هي عطر حديثي وبخوره وعودته وعنبره وهي ملكة عمري الراحل والآتي وآهاتي وضحكاتي .. هي تاج أتجمل به دائما وأرفع رأسي .. هي الفخر وهي المدد الذي ينصرني أثناء إنهزامي .. أرسل إليها في هذا اليوم قبلاتي تلثم قدميها وتعانق صفحات يديها .. إني لأسمع صوتك الحنون الدافئ وحركة يديك توقظني .. "اليوم دوامك"
الله على أجمل ذكريات أحملها لك وأجمل بها أيامي بعد رحيلك المفاجئ ورغم مرور السنوات الطوال على دوام أول يوم إلا أنه تاريخ لن يزول من ذاكرتي خاصة أنت جزء منه ..
ليلتها رفعت الصوت قائلا :
بي مثل ما بك يا قمرية الوادي
ناديت ليلي فقومي في الدجى نادي
قالت : عندك دوام وأرقد ، ما أنت مقيل طارق وإلا طلال !!
تعزف ذكرياتي معك لحنا خالدا لم يعزفه السنباطي ولا عبد الوهاب .. ولم يغنيه طارق أو طلال ، ولم تشدو به نجاة أو فيروز .. في مثل هذا اليوم 16/12/1405 هجرية بدا مشواري .. وابتدأ المشوار ، وما زالت الشمس ساطعة ولم تغرب ولم تتعب الأيام ولم يترهل الجسد ، والعقل نابه.. وما زلت أرى وجهك المنير الأزهري وأتحسس صوتك الكرواني .. من سيوقظني لدوام هذا العام ؟ هل سيوقظني صوتك وأنت من ٢٤ سنة تحت التراب ؟ يراودني الأمل يا بنت حسن أن أستيقظ على صوتك العذب الرخيم ..
الكاتب
ابنك / ضيف الله مهدي