الحمد لله على نعمة فحج هذا العام قد أنقضى بيسر وسهولة وأمن وأمان ، ونجح نجاحآ باهرآ مميزآ لا مثيل له ، وذلك بفضل كرم الله عز وجل ، ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظة الله ورعاه - وولي عهدة الأمين متعة الله بالصحة والعافية .
نحن في أجواء صيفية شديدة الحرارة ، ويندر فيها هطول الأمطار ، فبرج الأسد هو البرج الثاني من بروج الصيف حيث يشتد فيه الحر والسَموم ، وقد صادف يوم الوقوف بعرفات يوم تسعة عشر من هذا البرج
الموافق العاشر من أغسطس لعام ٢٠١٩م فالبرج والشهر في كلاهما لا أمطار فيهما لطبيعة أجوائهما الصيفية إلا أن رحمة الله وسعة كل شيء فأكرم عباده اللذين يباهي بهم ملائكته يوم الوقوف بعرفات بغيث جعل أجواء ذلك اليوم بغاية الروعة والجمال .
فما أكرمك وأرحمك يا جبار القلوب ، وقضوا عبادة الملبين ذلك اليوم وهم في غاية الفرح فقد غسلهم الله من الذنوب والخطايا بغيث جميل
وينفر الحجيج إلى مشعر مزدلفة بعد أن غَفر لهم الرحمن الرحيم - إن شاء الله - بيسر وسهولة في أجواء شتوية بعز الصيفية ليقضوا ليلتهم تلك براحة وأمان متجهين بعدها إلى مشعر منى لإتمام فريضتهم ، والكريم ما زال عطائة مستمر ليكرم ضيوف بيته بغيث يبهج أجواء مشعر مُنى يوم العيد ، وخلال أيام التشريق .
فهذه التقلبات الجوية جميعها دلائل الرضى الإلاهي على حكام هذه البلاد حفظهم الله ورعاهم ، فقد أعانهم تبارك وتعالى فهو خير عون ومعين .
واليوم آخر أيام منى لمن تأخر وبذلك يكون قد أنتهى حج هذا العام .
فبقلوب يملؤها حَرّ الفراق نودع ضيوف الرحمن بعد أن أدوا مناسك حجهم لهذا العام بيسر وسهولة وإطمئنان ، وأسأل الله في علاه أن يجعل حجهم مبرورآ ، وذنبهم مغفورآ ، وسعيهم مشكورآ .
وكل عام وأنتم بخير
*نبيه بن مراد العطرجي*