عطر العائدون من السفر
الكاتبة : صالحة أحمد
عندما كانت الحياة بسيطة ،والأمل مولود على رفوف بيتنا الخارجي ،وكان الجمال يملأ أرجاء الحياة من حولنا،وكان للقاء طعم ونكهة بمذاق قهوة الصباح التي تتناولها أمي مع جارتها،وللحب حكايات منسوجة من واقع ضيق وبسيط ،يضيق على البسطاء ،لكن روح أنفسهم تحمل معاني جميلة ،تقطر جمالا ممزوجاً بالطيبة متفردا بالصبر ومنمقاً بأغصان الحب المترابطة ،وكلما حل مساء وبردت الأجواء ،وخرج الأحباب ينشدون لقاء مع غيمة المساء ونجم السماء،ويحلو في أرجاء قريتي سمر الليل مع القمر والنجوم ،وحكايات تموج بها مسامع الدنيا ،ويستمر الحديث الذي لايمل والأمل الذي لايستبدل ،ونشم في هذه الأثناء رائحة عطر فواح ،فيستنكر الجميع هذه الرائحة الغريبة ،ويخمنون أن هذه الرائحة العطرية ،حتما رائحة لفلان الذي كان مسافرا وربما قد عاد الليلة ،وماإن تكشف الشمس عن وجهها البهي ،وإذا بالكل يبحث عن أثر صاحب ذلك الرائحة ،ليكتشفون،أنه فلان ،ومن ثم ينتقل الجميع إلى بيته ليرحبوا به ويسألون عن حاله وماذا حمل معه من السفر؟!وتمضي الأيام وروائح العطر حكايات تروى على مسامع العشاق.