معضلة الفهم
الكاتبة:نوال المطيري
خُلِق الأنسان وخلال مسيرة عيشه المؤقتة يبحث عن من يفهمه، يستقبل أفكاره،يترجم أحاسيسه بالطريقة الصحيحة في نظره دون ان يُلبسها رداء الخطأ وسوء الفهم ووضعه في موضع المُخطئ في كل شيء،بل يفهم حتى أخطاءه
والحقيقة ينتهي به المطاف دون أن يجد ما يبحث عنه إلا ما ندر
أن هذه الغاية التي يُبحث عنها، لا يمكن ايجادها بالشكل التام، دائماً تبقى هنالك فجوة بين ما نفهمه وندركه عن أنفسنا وما يفهمه ويدركه الاخرين عنا،ومهما حاولنا فإن هذه الفجوة لا يمكن تقلصيها تماماً لان في النهاية انت الشاهد الوحيد على صراعاتك وتجاربك
حيث قرأت قبل مدة قصيرة في كتاب " فلسفة الوحدة" موضوع يتكلم فيه الكاتب عن درجة الفهم هذه وهذا الموضوع هو الذي قادني لكتابة هذا المقال وجعل التسأولات تعصف بداخلي حيث ذكر الكاتب بأنه"سيكون هناك تباين دائم بين الطريقة التي تفهم فيها نفسك،والطريقة التي يفهمك فيها الآخرون"
، فكثير من الاحيان يغضب المرء لأنه يُساء فهمه بل لا يجد من يفهمه وهذا بالطبع يُشكل مصدر تعاسة له ويبدأ في رحلة البحث ولا يجني شيء سوى خيبةً أخرى
من وجهه نظري احياناً؛لا يهم أن لم تجد من يفهمك، المهم هو أن تفهم أنت نفسك
فمعرفة المرء عن نفسه تكفيه وتكون بمثابة صمام أمان ضد معركة الفهم التي يحاول الانتصار فيها
ختاماً؛ تبقى هناك حقيقةً لا غبار عليها في هذا الشأن وهي أنه مهما بلغ فهم أحدهم لك وإلى ما تعيشه لن يصل إلى درجة فهمك وإدراكك،لذلك لا تعلق الآمال وحاول التخلص من معضلة الفهم وتذكر معرفتك بذاتك وفهمك لها تكفيك.