ولستُ أبوحُ بما قَد كَتمتُ
الكاتبة / حلا البرديسي
ولو حزّ في النّفسِ حدّ الألم
وتشعر من فرط الحزن أنك تريد البكاء و لا تبكي، تريد أن تشرح لأحدهم مدي حزنك و اكتئابك لكنك تصمت، لا ترغب في الوحدة لكنك تأذيت من أقرب الناس إليك، تشعر بأنك تُريد الهروب من نَفسك و من افكارك و ذكرياتك، تشعر بقلبك الذي ينبض حزناً و وجعاً لكنك لا تعلم كيف تعالجه. أشد الألم وجعاً :حزنٌ لا تستطيع الافصاح عن أسبابه وتكتفي بقول:أشعر بضيق ولا أعلم لِمَ؟ رغم أنك تعلم يقيناً ما السبب لكنه لا يُحكى ولا يُبكى فـثَمّة حروبٌ تخرج منها لا مُنتصرًا ولا مَهزومًا،لا تعرف ما ربحتَ منها أو ما فقدتَ فيها لَكنكَ تُدرك جيدًا أنَ شيئًا ما إنطفأ ومات بداخلك أحياناً تشعر أن الحزن يمزق قلبك إلى أن يصل لأحشائك ، حزن من الكون ومن أيامك ، ومن الماضي ، حزن يُسقِطك ويعلو بك ، حزن يدب في أعماقك ويجول بها تاركاً إياك بلا أيّة تعابير تُرى ولكنك بعد ذالك الحزن وتلك الوحدة ألم ترتب اوراقك جيدا ⁉️ بحيث وضعت كل شخص في مكانه الصحيح ...وارسيت قواعد القوة في اعماقك حتى إذا ما عادت لتلك اللحظات من جديد وقفت أمامها وأنت تخبرها أنك لم تعد كالأمس وأنه لم يعد بمقدور أحد أن يحزنك وأنك بت لروحك الطبيب المُعالج..‼️ ثُم تستوعب أنك استهلكت نفسك أكثر من اللازم في مساراتٍ تمشي إليها لكنها لا تمشي إليك إنّ الله إذا أحب عبدًا أنار بصيرته، ولا تُستنار البصيرة إلا بالحزن فعندها يرى المرء حقيقة كل شيء، حقيقة نفسه، وحال قلبه وصحبته وأهله، حقيقة الدنيا على حالها، فيجعل الله من كل ذرّة حزن في نفس العبد نورًا يُضيء به بصيرته حتى يدرك هوان الدنيا برغم جمالها وحقيقتها. نحتاج في حياتنا إلى خريف كي يسقط من لا يستحق الربيع .