الخميس, 11 مارس 2021 03:06 مساءً 0 573 0
العالم الافتراضي سلاح ذو حدين
العالم الافتراضي سلاح ذو حدين

للكاتبة عائشة البيرق

نواكب التطورات والتحديات التي جعلت العالم قرية صغيرة نتطلع من خلال التقدم التكنولوجي على كل ما يحدث في دولنا والدول الأخرى وهذا يوجهنا لتسخير كل الوسائل والتقنيات لنتواصل مع بعضنا لقضاء حوائجنا وبناء مجتمعاتنا ومن هنا نجد أنفسنا نتعايش ونتكيف مع العالم الافتراضي الذي يحول الأفكار القريبة إلى خيال، أو الفرضيات الفكرية إلى أشياء واقعية، وحقيقية، وجاءت فكرة تصميم العالم الافتراضي عند بداية ظهور التطورات التكنولوجية الحديثة في عالم الكمبيوتر، وخصوصاً في مجال الألعاب الإلكترونية، والعمل وأداء كل يخص شؤون الحياة .

ونجد أن جذب العالم الافتراضي لكل شرائح المجتمع وبتحديد في مجال الترفيه والتسلية أدى  إلى اعتماد تصميم ألعاب الالكترونية تضم أشكال اللاعبين، والمناظر الداخلية في اللعبة، مما جعل مبرمجو الحواسيب، ومصممو الألعاب الرقمية يسعون للوصول إلى أفكار جديدة في عالم الافتراضية الحاسوبية، وهذا ما ساهم في تحويل العالم الافتراضي إلى عالم واقعي وهذا يتجلى من خلال تقديم ألعاب تعليمية وترفيهية وكذلك برامج تدريبة تطور مهارات الصغير قبل الكبير بصور محببه لدى الانسان بأقل جهد ووقت مما يحقق الهدف الذي يصبو له الأنسان لتحقيقه سوى في أسرة أو مدرسة أو العمل أو المجتمع .

ويظهر سحر التكنولوجيا الافتراضية بأنها تشمل مجموعة من الوسائل، والأدوات التي توفر ربط الإنسان بالحاسوب مع العالم الافتراضي، فيتم عرض مجموعة من المشاهد المرئية المترابطة معاً، والتي تهدف إلى جعل الدماغ البشري، يشعرُ كأنه قد انتقل بالفعل إلى العالم الافتراضي، وأصبح جزءاً منهُ ويتعايش معه بكل ما يملكه من عقل وقلب وبالتي يتحول السلوك وفقا لما يتم تقديمه .مما يساعد على اتساع مدركات الذهنية لكل من يتعامل معه ويحسن أداءه . ورغم الإيجابية في تسهيل الأمور وإنجاز المهام وتحقيق الأهداف إلا أنه كذلك  يتضمن عيوب تؤثر على مستخدمين هذا العالم الافتراضي منها :.

يعتبر ذو تكلفة مالية عالية على مصممي التطبيقات الافتراضية، مما ينعكس على مستخدمي أجهزة الحاسوب، فيحتاجون إلى دفع تكاليف مالية مرتفعة ثمناً لأدوات تكنولوجيا العالم الافتراضي. يحتاج إلى معدات، وأجهزة خاصة بهِ حتى يعمل بشكل صحيح. قد يحتاج مستخدم الحاسوب، إلى تدريب للتعامل مع الأجهزة الإلكترونية الخاصة بهِ. و كذلك يتعرض مستخدمي إلى عمليات السرق والتنمر والابتزاز الالكتروني الذي يجعله عالم مخيف لمن لا يتبع شروط الأمن والوقاية وفق قوانين كل دولة . لذلك لابد من نشر الوعي بين أسرنا وأفراد المجتمع لاستغلاله بصورة سليمة وإيجابية دون ضرر أو أعبث من الأطراف الغريبة ..

 

لا تجعل من نفسك نسخة من الأخرين

رحلة الحياة تبدأ وتنتهي بتأثر الإنسان بما حوله وبمن حوله من أشخاص وأحداث، فالإنسان المتوازن يتأثر ويؤثر، وأحياناً يترجم التأثر بالآخرين تقليداً لتصرفاتهم وثيابهم، وهذا يعد نوعاً من التكيف الاجتماعي أو القدوة، ولكن المشكلة تبدأ عندما يتحول التقليد إلى منهج حياة، دون وعي أو تقييم لمدى مناسبته للشخص المقلد، ففي هذه الحالة يتحول الأمر إلى تقليد أعمى وهو المعنى المرضي للتقليد، لأنه لا يقوم على منطق أو تفكير عقلاني، وإنما هو انجراف لسلوك قد يناسب صاحبه، ولكنه لا يناسب الجميع.

ونلاحظ أن هذه الظاهرة من التقليد تبرز بشكل واسع في سلوك الشباب، أو إلى الأغلبية منهم، وأن نرجع هذا إلى التأثر المباشر بالثقافات المستوردة التي تتقاذف عليهم من كل صوب، بفضل تكنولوجيا الاتصالات، ووسائل الإعلام، ولكن إذا كان الانبهار هو سبب تقليد الشباب لأزياء وصيحات الغرب . لذلك نجد أن التقليد يأخذ شكلين أما الإيجابي أو السلبي ويظهر الفروق بينهما حيث أن كلاهما يتميز بخصائص تجعله ينفرد عن الأخر ويتبن ذلك في أن التقليد الإيجابي يكمن ما أن يكون هدفه سامياً جليلاً وهذا ما يسمى بالتقليد المطلوب أو الجائز والمباح، فمثلاً من التقليد المطلوب والمحبب إلينا هو تقليد سيد البشرية محمد عليه الصلاة والسلام والتأسي به؛ فهو لنا النبراس المضيء في حياتنا، هو القدوة التي يجب على كل مسلم ومسلمة الاقتداء بها، وهل هناك أفضل من اتباع رسولنا الكريم وتقليده في كل ما ورد عنه عليه أفضل الصلاة والتسليم

أما التقليد السلبي فهو التقليد الأعمى أو ما نستطيع أن نطلق عليه التقليد المذموم والمكروه والمنهي عنه في الإسلام. ألا هو التقليد والاقتداء بمن هم ليسوا أهلاً لأن يكونوا قدوة ومثالاً حسناً يحتذى بهم، هذا التقليد هو الذي يوصل الناس للهاوية. إنه يؤدي إلى إلغاء التفكير تماماً؛ لأن الهدف الأساسي منه هو تقليد الآخرين دون أدنى تقدير لنتائج هذا التقليد. وقد يكون اتباعاً للسفهاء فيما يفعلون أو يقولون أو في أيّ من الأمور السخيفة الأخرى، كأن يكون في الملبس أو المظهر أو حتى في طريقة الحياة بغض النظر عما إن كان ما يقلد يتناسب مع طبيعة الحياة أو مع ثقافة المجتمع.

ويعود أسباب التقليد السلبي نتيجة التربية غير السليمة بحيث ينشأ الطفل ويكبر بدون رقابة وتوجيه الأهل مما قد يؤدي بهم إلى التشبه بالغير ،و الانفتاح غير المقيد على ثقافات ومجتمعات أخرى في كافة أرجاء المعمورة وخاصة بعد التطور الهائل، البعد عن الدين وأصوله ، و عدم وجود القدوة الحسنة في حياة الشباب أحياناً ، و عدم الثقة بالنفس وحب الظهور ولفت الانتباه من حوله لذلك لابد أن نحرص على كل أحبتنا بنشر الوعي بخطورة التقليد بلا تفكر أو احترام لقيمنا وعادتنا التي تميز مجتمعاتنا عن غيرها . وهذا من خلال اتباع خطوات الحد من هذا التقليد التي تتمثل في :  

تقوية الوازع الديني عند أبنائنا وتربيتهم التربية السليمة بحيث ينشأوا على طاعة الرحمن واتباع قدوتناوحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة. قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً. و فتح باب الحوار بين الأهل والأبناء ومراقبة سلوك الأبناء ومعرفة أصدقائهم وتأثيرهم وتنبيههم لخطر التقليد الأعم. ونشر الوعي والثقافة بين الناس وخاصة فئة الشباب منهم وذلك عن طريق الإعلام الهادف لذلك لابد أن نحمي ونوجه أبناء ثروة المستقبل .

الحوار مع  الأبناء يبني مجتمعات قوية

 

أصبحت العملة النادرة في أيامنا نتيجة اشتغالالأب والأم بالكثير من المهام خارج البيت ، الأمر الذي يفقد البيت الجو الحميمي، وغربة الأبناء داخل بيوتهم، حيث لا يجدون من يجلس معهم ويسمع مشاكلهم أو يناقشهم لحلها لذا يعاني أبناءنا من فقدان الحوار في أسرهم لذلك لابد من النظر في هذه القضية التي تؤثر في شخصية أفراد المجتمع في المستقبل لذلك فالحوار كنز سحري لابد من امتلاكه في كل أسرة وهذا لأثره في حياتنا .

فالحوار مع الأبناء هو جزء من التعليم الأساسي الذي يجب أن يتلقاه كل إنسان ليشعر بأنه محبوب ومحمي. و تجنبه جعل الأبناء يشعرون بالضيق عندما لا يفهمون ما يدور من حولهم. في حالة عدم التحدث إليهم قد يتعرض الطفل إلى التوحد أو عدم القدرة على إجراء تواصل فعال مع الآخرين. والحوار هو طريقة لتعريف الأطفال بالعالم الخارجي من حولهم وتأسيس اللغة لديهم .

والأسرة تحقق السعادة لأبنائها من خلال قيام كل من الأمهات والآباء بأدوارًا مختلفة في تنمية الطفل، فالأم تعمل كقاعدة آمنة يمكن للأطفال الاعتماد عليها، ومن الجدير بالذكر أن الأبناء يلجوؤون إلى تقليد الآباء في أغلب الأمور حتى الكلام، ويجب على الوالدين قضاء المزيد من الوقت مع الأبناء والانخراط في أنشطة معهم، لتعزيز الحوار معهم والتغلب على الخجل لديهم في الكلام، ويلعب الآباء دوراً أساسياً في النمو العاطفي والاجتماعي للأطفال فيتعلم الطفل من خلال الحوار كيفية التعبير عن عواطفه وبث مكنونات صدره والتحكم فيها، وتطوير مهاراته بالَإضافة إلى تقوية علاقته مع أسرته و زيادة الثقة بينهم .

وهذا يرشدنا إلى مفاتيح الحوار التي لابد اتباها لنحقق الحوار الإيجابي والمثمر حيث يكمن فيما يلي من إجراءات يجب اتباعها ليتحقق من خلالها الأثر الطيب بدء بإيصال رسالة للابن من قبل الوالدين بأنهم مهتمون ومستعدون لإجراء حوار معه في أي وقت، وإغلاق التلفاز وإيقاف أي عمل يقوم به الوالدين عندما يرغب الطفل بالتكلم، وتجنب إجراء مكالمة هاتفية عندما يكون لدى الطفل شيء مهم ليقوله. يجب على الوالدين النزول إلى مستوى الطفل في التحدث لزيادة الفاعلية في الحوار، و عدم إجراء حوار مع الطفل عندما يكون أحد الوالدين أو كلاهما غاضباً لأن ذلك سينعكس سلباً عليه، الاستماع بعناية للطفل وعدم مقاطعته أثناء سرد قصته والتعامل معه كما لو أنه صديق،إذا كان لدى الوالدين معرفة بموقف أو حدث معين فيجب مواجهة الطفل به، تجنب استخدام ألفاظ و كلمات غير لائقة مثل "غبي"، أو "أنت طفل صغيرولا تفهم" فكلها ستمنع الطفل عن الكلام مرة أخرى، تعزيز الطفل أثناء الكلام للحفاظ على تواصل جيد و هادف معه.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
دلال الرويلي

محرر الخبر

دلال الرويلي
محرر وناشر
محررة وناشرة

شارك وارسل تعليق

بلوك المقالات

الصور

.

.

أخر ردود الزوار

الكاريكاتير

استمع الافضل

آراء الكتاب

admin الدعم الفني
صحفي في قسم مناسبات, رئيس فريق الدعم الفني شبكة نادي الصحافة السعودي
شبكة نادي الصحافة السعودية موجودة في "مبادرة تمكين جودة الحياة
2023-09-07   

آراء الكتاب 2

admin الدعم الفني
صحفي في قسم مناسبات, رئيس فريق الدعم الفني شبكة نادي الصحافة السعودي
شبكة نادي الصحافة السعودية موجودة في "مبادرة تمكين جودة الحياة
2023-09-07   
جمعه الخياط جمعه الخياط
صحفي في قسم اخبار محلية, رئيس مجلس ادارة صحيفة صوت مكة الالكترونية
الدفاع المدني يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية بالعاصمة المقدسة
2024-03-17   
فايزه عسيري فايزه عسيري
صحفي في قسم اخبار محلية, كاتبة وناشرة ببوابة صوت مكة التثقيفية
أمانة مكة تنظم ورشة حماية النزاهة وتعزيز الشفافية
2022-08-24   
بدر فقيه بدر فقيه
صحفي في قسم اخبار محلية, || محرر وناشر في شبكة نادي الصحافة السعودي. بكالوريوس نظم المعلومات من كلية الحاسب الألي بجامعة الملك خالد بأبها
عندما يتعرض مصاب بالسكري لنوبة انخفاض السكري وهو واعي
2018-11-20   
عيشه حكمي عيشه حكمي
صحفي في قسم اخبار محلية, محررة وناشرة بالصحيفة
رحلة اكتشافه للبيوت التراثيه لقريه عتود
2019-01-04   
حنين مسلماني حنين مسلماني
صحفي في قسم ثقافة وفنون, محرر وناشر
متصل الان (أحاديث قهوة )
2019-01-18   
شمعه خبراني شمعه خبراني
صحفي في قسم اخبار محلية, محرر وناشر بصحيفة صوت مكة الاجتماعية
وزارة العدل تتيح الاستعلام الإلكتروني عن الإقرارات
2019-12-15   
حورس الدعم الفني
صحفي في قسم اخبار محلية, مسؤول الدعم الفني
صناعة المشاريع دورة تدريبية بمكة
2024-01-24   
ساميه بكر سامية بكّر
صحفي في قسم مقالات, مدير تحرير القسم النسائي بمكة
مسيرة عطاء
2020-11-20   
سلمى البكري سلمى البكري
صحفي في قسم شعر وخاطرة, مدير تحرير القسم الأدبي بالصحيفة
حيث اللاشيء
منذ 3 يوم و 1 ساعة