صحيفة صوت مكة الاجتماعية تحاور  الكاتبة  والروائية الهام الحارثي :

الكاتب ينحاز  للواقع إلى حد احتياجه لسرد الأحداث وينفجر مع تراكم الضغوطات حوله ممّا يدفعه للجوء إلى الخيال هرباً من قسوة الواقع 

حوار : سلمى البكري

 في مستهل حوارنا هذا  نرحب بك أ. الهام في صحيفة صوت مكة الاجتماعية ومن خلال زاويتها شذرات حوارية ونشكركِ على إتاحة الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الثمين معكِ.

أهلاً بك أ/ سلمى و أشكر لك دعوتي لهذا اللقاء

* في مفتتح حوارنا هذا نبارك لكِ اصدارك الجديد ونتمنى أن تتكرمي بالحديث عن بعض المحطات المهمة من سيرتكِ الذاتية للقراء؟

- الله يبارك فيك عزيزتي .
أنا إلهام الحارثي مؤلفة (٦) إصدارات من الخبر بالمنطقة الشرقية مثلت المملكة في جمهورية مصر عام( ٢٠١٨)حصلت على عدة تكريمات بفضل الله منها ؛ بأرض الحضارات بجبل قاره وحديقة محيرس بالآحساء في اليوم الوطني عام ٢٠١٩
جمعية سواعد بالخبر
مهرجان همم بالدمام
جمعية الثقافة والفنون بالدمام والرياض
النادي الأدبي بالدمام
مستشفى الظهران العام
الشركة السعودية للكهرباء
وحاصلة على جائزة الإصرار عام (٢٠١٥).

   * لكل كاتب مبدع بداية تشهد له أمام الملأ فمتى كانت بداياتك الأولى في الكتابة ؟ ومن كان المشجع الرئيسي الذي شجعكِ وجعلك تخوضين مجال الكتابة  ؟

- منذو الطفولة وفي المدرسة  حيث كنت مولعة بمادة الإنشاء 
وأول من اكتشف موهبتي من قبل حتى أن أدركها أنا كانت معلمة مادة اللغة العربية في المرحلة المتوسطة التي دفعتني لاكتشاف موهبتي حيث كنت اجهل أنني أملكها بعبارة صغيرة كان أثرها كبيرا في نفسي حتى هذه اللحظة حيث كتبت لي جملة لازلتُ أذكرها ولن أنساها حتى اليوم " أحسنتِ أيتها الكاتبة "
كلمة أسعدتني و إن كنت أجهل معناها آنذاك فذهبت بلهفة أركض إلى معلمتي وأسألها عن معنى ماكتبته لي فأجابت قائلة " أي أنكِ كاتبة مبدعة وستصبحين ذات يوم صاحبة قلم مميز و سيشار إليكِ بالبنان " كلمة جعلتني اكاد أطير من الفرحة وأنا على الأرض وزرعت في داخلي حب الكتابة أكثر من ذي قبل وحقاً كانت خير مثال للمعلم الذي يحرص على اكتشاف مواهب الطلبة ولا يكتفي دوره عند انتهاء حصة الدرس بل يحفّز ويساند وينصح طلابه كلاً حسب إبداعه ليخرج من تحته جيل بقدرات هائلة .

*  من اصدارك المنشورة (حياتي قصة وغصة)، هل لك أن تنوري القارئ الكريم عن ماذا تتحدث هذه الرواية، وما هي مخرجاتها النهائية على المجتمع ؟

هي قصة تتحدث  عن فتاة  عاشت مرحلة من حياتها في متاهات المعاناة ومن ألمها صمدت 
حتى تمسكت بالأمل لتخرج منها أفضل مافيها وتبعث رسالة للمجتمع أن الحياة صعبة قليلاً لكنها ليست مستحيلة
فمن الممكن أن ننتشل الشوك ونزرع مكانه زهور نتنفس من خلاها رغم الشدائد في القصة فإن  الفتاة خرجت لتقول للمجتمع أنا تلك في الماضي و ها أنا أصبحت هكذا الآن واجهت الصعاب وقلت للمستحيل محال أن تغلبني .

* يؤكد البعض أن الكاتب ينحاز إلى الواقع دائما، ما هو رأيكِ في هذا القول؟ ثم بيني رأيكِ الصريح إلى أي حد ينحاز الكاتب  الى هذا الواقع، وما هي اللحظة التي يشعر فيها أنه على وشك الانفجار الداخلي والتمرد عليه وإعادة إنتاج عالم جديد من خياله؟

- بالفعل البعض ينحاز للواقع إلى حد احتياجه لسرد الأحداث وينفجر مع تراكم الضغوطات حوله ممّا يدفعه للجوء إلى الخيال هرباً من قسوة الواقع .

* مع ظهور الانترنيت ومن ثم وسائل التواصل الاجتماعي واحتلالها مساحة كبيرة في حيّزنا اليوميّ، وفي كل المجالات ومنها الأدب. هل ممارسة الثقافة عبر العالم الافتراضي نتائجها تختلف عن الممارسة التقليدية للأدب؟

- نعم قليلاً فوسائل التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم أداة وصل بين الكاتب والجمهور ومن خلالها برزت الكثير من المواهب
فأصبحت ساحة عرض لإبراز القدرات الجديدة ومنصة تواصل ما بين  الشخصيات البارزة من المخضرمين مع جمهورهم

* احتلت حفلات توقيع  الكتب اهمية كبيرة في الآونة الاخيرة بحيث أصبحت موضة العصر، ما رأيكِ بهذه الظاهرة وهل يستفاد منها الكاتب والقارئ معاً؟
- لابأس بها فحفلات  او اشهار او توقيع الكتب لها جانب حسن 
وجانب سيء الحسن منها ؛ هو إعلان الكاتب عن إصداره الجديد
و من خلال إعلانه يمكن للقراء مشاركة كل جديد للكاتب  اما الجانب السيء ؛ فهو التكلّف في إقامة الحفلات بشكل مبالغ فيه لدى البعض .

*لابد من شروط موضوعية يجب أن تتوفر في الكاتب الناجح، ما هي  برايكِ هذه الشروط ؟

- شروط الكاتب الناجح هي ؛ أولاً أن يكون لديه حب الكتابة فحب الشيء يدفعه للإبداع و إن كان يفتقد للخبرة، و أن يقرأ كثيراً  حتى يكتسب الثقافة اللغوية، أن يشعر بالفخر بإنجازاته لكن لايغتر بها فالصعود سهل لكن السقوط محتمل بل يجعل فخره شعور يحفزه للاستمرار دون توقف، أن يتعلّم من النقد ولا يتأثر به حتى لا يشعر بالإحباط و أن يكون هدفه من الكتابة سامي ولا يغلب عليه الطمع المادي حتى لايفقد جمال ما يكتبه، ولا بد أن يستشير ذوي الخبرة الأدبية لإرشاده.

* ما هي كلمكِ الأخيرة لقراء صحيفة صوت مكة الاجتماعية  وهيئة تحريرها؟
 
- بداية أشكرك أ/ سلمى وأشكر جميع منتسبي صحيفة صوت مكة الاجتماعية وأتمنى  لها ولكم دوام التوفيق و أحيي فيكم حرصكم على تبني الثروات الوطنية من المواهب الشابة وتقبلوا خالص تحياتي وأمنياتي لكم بدوام السداد والتوفيق .