مكاتب العمرة يا خادم الحرمين
بقلم / عبداللطيف العويضي ابو يوسف
صحيفة صوت مكة الاجتماعية
لا شك بأن جائحة كورونا هزت الاقتصاد العالمي والمحلي على حد سواء وتأثر بسببها الجميع وقامت الحكومة السعودية متمثلة بمليكها الحكيم سلمان ابن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده الأمين محمد ابن سلمان -رعاه الله- بدعم الاقتصاد السعودي لإنقاذ مايمكن انقاذه من تداعيات هذه الازمة ولا نغفل عن ذكر جهود الوزارات والادارات المعنية في سبيل ذلك، ولكن هناك مهنة تضررت أيما ضرر تحتاج الى الالتفات لها وان تأخذ النصيب الكافي من اهتمام الجهات ذات العلاقة، ألا وهي رحلة العمرة والمعتمرين .
لا يخفى عليك عزيزي القارئ أن اصحاب مكاتب مقدمي العمرة واستقبال المعتمرين نالوا وافر النصيب و الرعاية والاهتمام من حكومة الدولة السعودية وذلك كجزء من واجبها المتمثل في رعاية الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن إلاّ أنّ أثناء هذه الجائحة لم تأخذ مكاتب العمرة فرصة تقديم هذه الخدمة للمعتمرين ، ونتيجة لذلك تضرر اصحاب مكاتب مقدمي خدمة العمرة للمعتمرين والمستثمرين وأصحاب دور الضيافة والإعاشة . ومما زاد ألمهم عدم السماح لهم لتقديم هذه الخدمة في ظل ظروف كورونا وبالتالي اثرّ على دخل أصحاب هذه المكاتب ومقدمي الخدمة للمعتمرين والتي اصبحت مصدر دخلهم الوحيد بعد ان قاموا باستئجار العماير والفنادق والحافلات وتوفير كافة الامكانات التي تقوم على تسهيل اداء مراحل العمرة ونظراً للقيود التي فُرضت على اعمال العمرة فقد تعطلت مصالحهم تماماً وتضررت عقودهم وتردت أحوالهم المادية والمهنية والنفسية أيضاً.
أطلب من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله ورعاه أن ينظر إلى المطوفين بشكل عام ولاصحاب مكاتب العمرة بشكل خاص بعين الرأفة ومراعاة رفع الاضرار التي ألمت بهم وبأعمالهم وفنادقهم التي تحيط حول الحرم المكي والحرم المدني وتوجيه المسؤولين إلى النظر في أحوالهم ومساعدتهم لتخطي هذه الأزمة وفق الاجراءات الصحية والاحترازت الطبية والاستفادة من الدعم الملكي السخي الموجه لقطاع الأعمال والاستفادة من توجيهات الجهات المعنية ،
كما أحث القائمين على خدمة ضيوف الرحمن من المعتمرين بالصبر والحكمة واتخاذ القرارات المناسبة التي من صالحها الإبقاء على خدماتهم بالجودة التي عهدتها منهم حكومة المملكة العربية السعودية والتي ساهمت في نقل صورة ايجابية واضحة تعكس جهود الدولة أمام العالم أجمع.
واحب ان أذكّر المواطنين من وزراء ومسؤولين وعامة الشعب بأن خادم الحرمين الشريفين رعاه الله لم يتوانى يوماً واحدا عن خدمة افراد شعبه وهذا ديدن ملوكنا سابقا و لاحقا من قبل ومن بعد وأنهم دائماً وابداً حريصون على مصالح المواطنين ولا ننسى توجيهاتهم الدائمة للمسؤولين بترك الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام هموم المواطنين وحاجاتهم واقتراحاتهم والسعي علي تذليل الصعاب وحل مشاكلهم إلا أن بعض أصحاب المنصاب لا يولي ذلك جلّ الاهتمام وينشغل بدلاً عن ذلك بالقيام بأمور المحافظة على منصبه.
أسال الله العلي الكريم أن يحفظ المليك وولي عهده وكافة المسلمين من شر هذا الوباء وأن يكشف الغمة عن بلاد الحرمين خاصة وبلاد المسلمين عامة وان يعيننا على خدمة ضيوف الرحمن وخدمة من يخدمهم ويحفظ لنا دولتنا الحبيبة .