في حوار لصحيفة صوت مكة الاجتماعية مع الكاتب والناشر د. عبدالله البطيان

الثقل الإبداعي لدى السعوديون متصدر المشهد نتيجة ما تقوم به الحكومة لشعبها منذ نشأة المملكة حتى يومنا الحاضر.

حوار : سلمى البكري
 
في بداية حوارنا هذا  نرحب بالدكتور عبدالله في صحيفة صوت مكة الاجتماعية ومن خلال زاويتها شذرات حوارية ونشكره على إتاحة الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الثمين والمهم معه.

 *دكتور عبدالله, وإن كنت غني عن التعريف, ولكن هلّا تخبرنا عن سيرتك الذاتية؟

بسم القادر المنعم المتفضل 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الكرام وصحبه ومن والاه وبعد 
-عبدالله بن عيسى حسن البطيّان  
طبيب في الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان أمارس دور بيطري عبر خبرات متراكمة أحمل هم ثقافي ومشروع الأمن الثقافي الوطني أسست منذ عام ١٤٢٨هـ مجموعة النورس الثقافية كمجموعة تطوعية انتقلت بجهد وعطاء لتولد لنا مؤسسة روابط النورس التي تنظم الفعاليات والمهرجانات وتساند مبدعي الوطن لتقوم بطباعة ونشر وتدريب وتمكين مبدعي المنطقة انطلقت من الأحساء وساهمت في نشأة (١٢) فرع تقوم بدور ريادي لنكون ضمن (١٠٠)شخصية شابة لقيادة الشباب في تحقيق أهدافهم وطموحهم الإبداعي وهذه الفروع طوعية ( النورس لتصميم المطبوعات، ن والقلم وما يسطرون، الموسوعة إضاءة العربية، متجر الكتاب النورسي، وثق، A, H online shopping, قائد المستقبل، مجلة كنوز النورس الثقافية، النورس واتس آب، استوديو النورس الصوتي، مستشارك الأدبي، فريق سفراء العطاء التطوعي) 

لي أعمال ولقاءات ومساهمات ومبادرات وظهور إعلامي أفخر به ويجعلني في عدم رضا لأجتهد وأقدم للوطن الذي أعطاني ما أنا عليه الآن وحتى حينه النورس تلازمني وتحقق مرادي حتى أصبحت سفير النوايا الحسنة وسفير السلام وسفير العدالة والسلام. 

أسست مجموعات مبدعة على مستوى المملكة وخدمت طوعًا في مجالات عدة 

*حدث القارئ الكريم عن نتاجاتك الأدبية المنشورة منها والمخطوطة التي لم تنشر بعد؟

-منذ عام ١٤٢٨هـ أصدرت باكورتي همس الليل ديوان شعري نبطي مقروء ومسموع وتلاه مجموعة أنين فراشة من الأحساء، ريش من أجنحة الود، نوافذ من حياتي، أنا صورة من جمالك، العازفة للشعر السمفوني، الحسا تحت المجهر، المشاعر والصورة الشبكية للشعر، بصمات مشهد الفكر الأحسائي، الأحسائيون رسل الجمال في الأرض، حكايا البطيان سوالف ومثلها أمثال، الموسوعة إضاءة العربية. 

ولي كتب متعددة قيد التنفيذ في الشعر والقصص والقراءات واامقالات ومسيرتي في العمل الانساني والتطوعي مع المنظمات الدولية رصدت كل ذلك في كتب تفيد السيرة وتعكس المسيرة وتخدم كل من أراد المسير مبدعًا.. 

*تجربتك في الكتابة متعددة، هل لهذا علاقة  بخصوصية الكتاب القدامى الذين كانوا يجمعون بين كل فنون الكتابة؟

-ربما الأرض تهب نباتها من حيث طبيعتها ولنا مع تعدد المواهب سمات وخطواتنا هي اعتيادية بيننا لكنها مثيرة لدى غير أهل البلد حتى حين اختارتنا اليونسكو بأن يكون الأحسائي ومخرجاته في التراث العالمي الإنساني بشكل استثنائي ومن الأمور الجميلة أننا نؤثر كما تأثرنا بالكتاب القدامى في بيئتنا منذ فجر التاريخ وأرثهم موجود ولازال يضيء عتمة.. 

*"كنوز النورس" اسم المجلة الذي يمتلكهاد. عبدالله البطيان ،ما سبب أختيارك لهذا الاسم؟

-كنوز النورس الثقافية هي مجلة الكترونية تساهم في نشر أعمال أعضاء مجموعة النورس الثقافية وتشارك العالم الجمال قيمة ومعنى تم اختيارنا لمسماها نتيجة اعتبار أن مانقدمه من نتاج أدبي ثقافي فني هو في الحقيقة كنز يلجأ له من يحتاجه ليحقق مكاسب ترفع راية الوطن عاليا وتعطي الأمل وروح السعادة لأفراد المجتمع.. 

*هل يعتمد الدكتور عبدالله في النصوص المقبولة للنشر في" مجموعة النورس الثقافية"  على نوع محدد من المطبوعات أم على التنويع في الاصدارات بين روايات و قصص وشعر؟

-لكل عمل بطاقة عبور وجواز يسافر به من أعماق المبدع صاحب العمل حتى يجد جمهوره وبهذا نعطي الرأي للناشر والمنشور ليتناصفا الشأن في إظهار عمل ما وسيد الظهور هو المبدع صاحب العمل حين يكون مقتنعا بما يقدم من نتاج لذا فالتنوع قانون من قوانين الطبيعة الأحدى عشر ونحن مع الإبداع حيثما يميل.. 

*تتنافس دور النشر في عرض مؤلفات عدة تختلف من دار لاخرى، هل تعتقد أن تنافس دور النشر وارتفاع نسبة المبيعات  يحكمه شهرة الدار أم شهرة الكاتب نفسه وما يتم عرضه من مؤلفات ؟

-شهرة الدار هي تراكمية تقوى بقوة الكتاب أصحاب الأعمال وبهذا فعنصر قوة النص وقدرة صاحبه على التسويق لنفسه وظهوره تعطي أثر على الدار وقوتها ومع مرور الوقت يستمدان ( الدار والكاتب) قوتهما وكل ما يصدر منهما هو عرض يعكس المشاركة النافعة بينهما.. 

*صُنفت كأول صاحب موسوعة عربية، حدثنا عن موسوعة "إضاءة" ؟

-الموسوعة إضاءة العربية هي فكرة بأن يكون عضو مجموعة النورس الثقافية هو الضوء ولهذا انعكاس ( النورس : نور، س والسين هو المبدع) وحيث اللا احتكار قبلنا بمشاركة كل من يرغب معنا بشرط تكفل الراغب بمبلغ رمزي مضاف على جمال سيرة الراغب بمشاركتنا صدر من هذه الموسوعة ( ٦ ) إصدارات ونحن بصدد السابع منها ونرحب بالراغبين المحبين الذين يؤمنون بأنهم من يستحقون أن يختاروا لأنفسهم إظهار نتاجهم طوعًا وعدم انتظار رأي جهة ما أو أشخاص ليقرروا استحقاقهم من عدمه فكان الامتياز من حق المبدع ذاته وهو سر نجاحنا واستمرارنا خلال المواسم السبعة 

تم توزيع هذه الموسوعة على المشاركين فيها والمهتمين لها كما تهدى لمكتبات الجامعات ومراكز البحث العلمي لحفظ سيرة ومسيرة كل مبدع مشارك ويوفر للباحثين مجانا ويكرم كل من يشارك فيها ويعطى شهادة مشاركة في الموسوعة.. 

*كُرمت في عدة محافل خليجية و عربية و لك أيضاً مشاركات عدة في هذه المحافل. حدثنا عن هذا التميز الملحوظ؟

-لا يلحظ التميز إلا أهله وكغالب النشطاء المتحفزين لمشاركة المجتمع نجد الدعوات المحلية والخليجية والعربية تتلقف أصحاب الإبداع ليخرض تجربة جديدة ترتبط بممارسة الفعل الثقافي الأدبي مع محيط مختلف وبه ينال مرتبة ما نتيجة هذا الحراك.

حيث رشحت للمشاركة لتكريمي كشاعر سعودي في موريتانيا وتوالت إثر ذلك في الجزائر حيث تم تكريمي في أكثر من ولاية وكان لتونس إبداع ارتسم في مسيرتي كما كان لي في مملكة البحرين عدة تكريمات نتيجة مشاركاتي الأدبية معهم.

*مشروع(وثق) للأمن الثقافي الوطني و حفظ الحقوق ، ساهم في توثيق أكثر ( 50) كتاباً مطبوع و عدة دواوين مسموعة. حدثنا عن فكرة هذا المشروع ؟

-كل منا في بداياته احتاج للأخذ باليد في مجال خدمات ما قبل الطباعة والطباعة والنشر وذلك يتطلب مستشار صادق متعاون يقلل التكاليف ويختصر الوقت ويساهم في حفظ وتوثيق أعماله وكتاباته رسميًا تحت اسمه وبهذا سعينا للعمل على تسخير الخبرات والقدرات لعمل ذلك نتيجة استغلال الكثير من دور النشر وجهات نقاط البيع التي تنخر في المبدع من كل جانب وهذا يجعل المبدعين مع مرور الوقت يعزفون عن فكرة الخوض في الساحة الأدبية أو الثقافية نتيجة الاستغلال وعدم وجود الفائدة التي تعود على صاحب الحق الأول وهو المؤلف.

*هل تنظر للسوشيال ميديا كوسيلة للاشهار؟ وهل تحقق مواقع التواصل الاجتماعي تلك النتيجة المرضية لانتشار وشهرة المؤلفات و الكتاب ؟

-لكل زمان دولة ورجال ونحن ابناء هذا الزمن وزماننا هو السوشال ميديا مع يقيني أن اشتراك الأعمال الحديثة مع طابعها القديم يعطيها أكثر مثقال من تجريدها من أصولها والإبقاء على الجوانب الالكترونية دون عالم واقعي يعكس أثر الإبداع ويحقق مكاسب مصداقية الإنتاج خلاف العالم الافتراضي وحده.. 

ماهي قراءتك للمشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية اليوم؟

-بما أني شاب سعودي وممارس ثقافي جيد جدًا أجد أن دائرة الضوء والثقل الإبداعي لدى السعوديون متصدر المشهد نتيجة ما تقوم به الحكومة لشعبها منذ نشأة المملكة حتى يومنا الحاضر ليكون السعودي صاحب شأن ومكانه تفوق الكثير من مبدعي العالم دون شك وهذا ليس مجاملة فالمرتبة العلمية والثقافية عالميا تحط على برج من الإبداع مشاركة مع العالم كرسالة مسلمة رغم كل شيء.. 

*يقال أن بعض الشعراء يكتبون قصائدهم والبعض الآخر تكتبه القصيدة..فمن أي الشعراء أنت ؟

-لغة الأنا خطيرة وبها يسر في التعبير واذا فالخيارين يلامسنني مع التجارب التي تارة نقودها وأخرى تقودنا وهكذا.. 

*لكل شاعر مرجعياته التخيلية والجمالية لبناء عالمه الإبداعي، ما هي ينابيع ومجاري أنهارك الشعرية لتأسيس قصيدتك؟

-السؤال ضخم يخالني أن أسرد ما اجتمع لدي واستفدت منه من إبداع أهل الأحساء وكرم الأرض وانعكاس خطواتي في وطني المملكة العربية السعودية فكل شخص أو كتاب أو أمسية أو ملتقى أو رحلة سفر هي إضافة لسلة الإبداع التي تشكل تجربتي حيث كان للأستاذ الراوي سعيد الشفاج تجربة لدراسة تجربتي النبطية تحت عنوان الجمال الشعري لدى عبدالله البطيان وهي دراسة بحثية أكاديمية لمقومات الجمال في النص الشعري ولقد ذكر بأني مجدد في الشعر الخليجي وكانت دراسته تكريم لتجربتي في الشعر النبطي آمل أن يوفقني الله وأرى الكتاب منشورًا في الوطن العربي ليكون لي إرث يستفيد منه ابنائي ومجتمعي كدراسة أكاديمية تعد الأولى من نوعها في هذا المجال وبها تتضح منهجية المدرسة التي قدمناها بالتراكم التجاربي بفضل الله ثم بفضل وطني وشعبه الكريم.

*هلاّ أتحفتنـا بنموذج من شعرك في نهاية هذا الحوار؟

النموذج الواحد لا يفي بالغرض كوني متعدد المواهب والكتابه ومع ذلك فضيق الخيارات كاشف أحيانًا.. 

سأنتزع من كتاب مجموعة أنين فراشة الصادر عام ١٤٣٣هـ نص معبر وللقراء القيادة للبحث والتقصي والكشف عن نتاجي وخطواتي :

( ملامح هجرية) 

هي الملامح إن كست وجهي
فإن ملامحي أحسائي
ركب السنا
فتراكمت هجريةٌ نبضت على شفة الحياة
فاغرورقت عيني
وغار الهم في أشيائي
لم يبقَ من إرث الملامح غيرها
الأطلال
تحكي واقعي
والصمت منصوبٌ على استحياءِ
تنعى المشقر من صدى
في كهفه الأدنى زفير
عطائي
لبوادر الأرجاء يشجب ذكرها 
الجرعاء آهٍ من لظا الجرعاءِ
لسنابكٍ تخطو
فتسحقُ تربة الشاطي
فغار عقيرنا بفضائي
أمواجهُ تشكوا فترفل موجةً
من حسرةٍ لطمت
به غوغائي
فبكت جواثا مسجدٌ
ذو الحجب كان لنا 
وصار الهجر في أجوائي
برنينا عجب غدا
من نخلنا البالي 
يثير السعف عند ردائي
أي الملامح وصفها باقٍ هنا
لكن وجهي 
لم يزل أحسائي. 

٢٤ يناير ٢٠١٢ 
تثليث قحطان جنوب المملكة

*في ختام حوارنا الجميل هذا، هل من كلمة أخيرة لهيئة تحرير صحيفة صوت مكة الاجتماعية وقرائها؟

-الكلمة لي صاحب والصاحب ساحب وبها تفرق كل أمر ولا يسعني حينها إلا حمل راية الشكر والتقدير لصوت مكة ومنسوبيها وعلى رأسهم أ. سلمى البكري لإدارة هذا الحوار الذي لم يكشف عني إلا ما أرادت هي وبهذا نافذة للاطلاع لينتقلوا من خلال هذه الصحيفة الكريمة لينالوا شغف الاطلاع والمعرفة والإفادة والسلام.