الصفعة التي لا نتعلم منها
نستحقها مجدَّدًا
كل شيء في حياتك درس من لجأت له خوفاً ولم تجد طمأنينة من أحببته بدفئه، وأحال دفئك إلى صقيع، من لم تستطع النوم يوماً من أجل خيبته التي تحولت إلى أرق، من كان البريق في عينيك واليوم هو سبب امتلائها المفاجئ بالدموع.
دروس وإن سحقتك تأخذ روحك؛ لتضع بك روحاً أشد قوة للمواجهة والنسيان.
كلُّ صفعةٍ تُعلِّمُك درساً، وكلُّ سُقوطٍ يدرِّبك على الوقوف جيداً، وكلُّ تجربةٍ قاسية تُخلِّفُ لك تذكاراً من الحكمة، وكلُّ طعنةٍ تُزوِّدك بالثباتِ أكثرَ.. فلا تحزنْ عندَ الصدمات؛ فلولاها لبقينا مخدوعين لمدّةٍ طويلةٍ هي قاسيةٌ... لكنّها صادقةٌ.
بعد كل خيبة؛ نولد من جديد إما صالحين جداً أو سيئين جداً،
و بين هذا وذاك لا نعود كما كنا أبداً فـنحن نتغير بعد ضربات الحياة الموجعة، نصبح أقل كلاماً، وأقل شعوراً، وأكثر حكمة،وتعقلاً بالتعامل مع الحياة والآخرين. الصدمات تزيدك نضجاً وحذراً.. والمشاكل تزيدك صلابة وحكمة، وجور الأصحاب والأحباب يخبرك أن لا تتعلق إلا برب الأرباب.
هذا في الدنيا، أما في الآخرة فيوفى الصابرون أجرهم بغير حساب فكل ما يصيبك هو خير، ثق بربك واطمئن. لا بأس أن نبكي قليلا أو ربما كثيرا فبعض الدروس لا نستوعبها إلا وجعا. القويّ يتعلم، والضعيف يرضخ، وما بين الاثنين إنسان للأسف قراره ليس بيده، لقد قرروا عنه كيف يجب أن يعيش، لقد تم جلده بأسوأ الطرق؛ حتى تهاون أمام كل الصفعات، بل أصبح يتلذذ بها.
حقيقة مؤلمة: دائماً تأتيك الصفعة على قدر الغفلة، إن لليقظة ثمنًا باهظًا.
الكاتبة / حلا البرديسي