في حوار لصحيفة صوت  مكة الإجتماعية مع الكاتبة السعودية خلود الخليفة:

الإعتدال شرط جوهري في التربية، ولكل جيل زمانه و تحدياته. فلا يمكننا أن نمنع الأطفال من مواكبة تطورات جيلهم.
 
 
 
 
حوار : سلمى البكري
 
 
في بداية حوارنا هذا نرحب بالأستاذة خلود في صحيفة صوت مكة الإجتماعية ومن خلال زاويتها شذرات حوارية، ونشكرها على إتاحتها الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الجميل .
 
 
* نرجو أن تنوري القراء الكرام بومضات من سيرتكِ الذاتية ؟
خلود الخليفة كاتبة و معلمة مهتمة بالتربية الإيجابية و تنمية ذكاء و شخصية الطفل، أسعى لنشر ثقافة التربية السليمة،و بناء شخصية قوية و قيادية للأطفال تمكنهم من قيادة المستقبل بخطى ثابتة، و مواجهة تحديات الحياة.
 
 
 
ماهي أهم نتاجاتكِ الأدبية المنشورة منها والمخطوطة، التي لم تنشر بعد ؟ 
أول اصدار لي كان كتاب أبناء كما نريدهم و مربون كما يريدوننا الطبعة الأولى كانت عام 2019
والطبعة الثانية عام 2020
اصداري الثاني كتاب بلا حدود عام 2020
و بإذن الله قريبا سيصدر كتابي الثالث بعنوان كيف تربي مبدعا؟.
 
*لاحظنا إهتمامك بالتربية الايجابية بالاطفال، ماسبب توجهكِ هذا؟ و ماهو الشئ الذي أثار حفيضتكِ للاهتمام بشؤون الاطفال؟ 
بطبيعة عملي كمعلمة يمكنني أن ألمس أثر التربية على الأطفال في تكوين جوهر شخصياتهم و رسم سلوكياتهم سواء كانت تلك التربية إيجابية أو سلبية ففي حين أننا نجد مربين يمتازون بالوعي في تربية أطفالهم إلا أننا للأسف نجد الكثير ممن تدمر أساليبهم التربوية شخصيات أطفالهم و تكون السبب خلف سلوكياتهم السلبية. ومن هنا أردت أن أساهم في نشر الوعي بالأساليب التربوية الإيجابية التي تساهم بإذن الله في تكوين شخصية سوية و واثقة لأطفال مجتمعنا و الذين هم قادة المستقبل.
 
 
 
*كيف هي قراءاتكِ لمستقبل الطفل في ضل العوالم المفتوحة؟ و هل يجب التحكم بالوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات؟ 
الإعتدال شرط جوهري في التربية، ولكل جيل زمانه و تحدياته. فلا يمكننا أن نمنع الأطفال من مواكبة تطورات جيلهم. و أنا لست ضد التكنولوجيا في عالم يحكمه الذكاء الاصطناعي لكني أقف ضد الإهمال في متابعة نوع المادة التي يتابعها الطفل أو الألعاب الي يلعبها و كذلك الإهمال في تحديد وقت لها.
إذ أنه من الضروري تحديد وقت للمدة التي يقضيها الطفل أمام الشاشات، و استغلال الوقت لفتح أفق جديدة أمام الطفل كتنمية مواهبه، و الارتقاء بعلمه و ثقافته.
 
 
*كيف يمكن التعامل مع مشاعر الكراهية التي تنمو داخل الأطفال كرد فعل للعلاقات الاسرية المضطربة؟
الطفل لا يريد أن يكره! الطفل يريد أن يحب و أن يشعر بالحب. ولكن للأسف العلاقات الأسرية المضطربة من أهم الأسباب التي تؤثر على نفسية الطفل سلبا... مهما كانت الخلافات بين الوالدين يجب ألا تكون أمام الأبناء ولا يكون الأطفال هم ضحيتها ، و يجب أن يكون هناك قوانين و خطة مدروسة متفق عليها من قبل الوالدين في تربية الأبناء، و أن يلتزم كلا الطرفان بها..
الاختلافات و عدم الاتفاق وارد في كل العلاقات لكن كوالدين بالغين يجب أن يتحملوا مسؤلية إدارة خلافاتهم و فصلها عن التأثير على أطفالهم، فبمجرد أن نعفي الطفل من الخوض في معركة الوالدين سيتحرر الطفل تلقائيا من المشاعر السلبية.
 
*أثبتت الكثير من الدراسات العملية أن الأطفال الذين يتعرضون للضرب يصبحون أكثر عدوانية مع الآخرين وحادي التعامل مع آبائهم،ماهي الاثار السلبية للعقاب البدني للاطفال؟ 
إلى جانب حقيقة أن العقاب البدني لا يجدي أبدا في علاج السلوك المشكل للطفل بصورة جذرية. يجب أن يعلم المربي أنه بعقابه البدني لطفله يقوم بتدمير شخصية الطفل و تدني تقديره لذاته، و تحطيم ثقة بنفسه و بوالديه كذلك. وعندما لا يثق الطفل بنفسه أو بوالديه على الأغلب بأنه سيبحث عن طرف ثالث ليثق به، والله وحده تعالى أعلم من سيكون هذا الطرف الثالث.
 
 
*كثير من الاباء يتجهون للتعنيف في العملية التعلمية ، هل يؤثر تعنيف الطفل على مستوى التحصيل الدراسي؟ 
بالطبع سيؤثر للأسوأ؛ لأنه مع التعنيف سيشعر الطفل بعدم كفاءته و تدني مستوى ذكائه، و بدلا من أن يكون تركيز الطفل منصب في التحصيل الدراسي ستهدر طاقته في مشاعر الخوف و الحذر. ناهيك عن كرهه للدراسة.
 
 
*ماهي أبرز السلوكيات الضارة التي تؤثر على نفسية الطفل ؟ 
الكثير.. أذكر لكم منها الضرب، الصراخ، الإهمال و المشاكل العائلية.
 
 

*. ما هي الاستراتيجية التي تساعد على تجنب أو تعديل أي سلوك سلبي للاطفال؟
لتعديل أي سلوك يتوجب علينا أولا معرفة الأسباب التي أدت لظهور هذا السلوك، فغالبا عندما تختفي الأسباب يختفي السلوك المشكل تلقائيا. مثال: الغيرة بين الأخوان، عندما نحرص على العدل فيما بينهم تختفي مشكلة الغيرة.
كما أني تطرقت للإستراتيجيات الفعالة في تعديل سلوكيات الأطفال بالتفصيل في كتابي أبناء كما نريدهم و مربون كما يريدوننا.
 
* هل من كلمة أخيرة لصحيفة صوت مكة الاجتماعية و قرائها؟ 
قراء صحيفة صوت مكة طبقة مثقفة من الطراز الفخم أشكرهم لاهتمامهم بقراءة هذا الحوار و أضع بين أيديهم نصيحة أخيرة: بأنه لا يوجد استثمار أنجح و أجدر من استثمار الوقت و الجهد في تربية الأبناء. 
و أخيرا أتقدم بشكري لصحيفة صوت مكة، ولكِ عزيزتي سلمى على الجهود المبذولة في نشرالثقافة و الوعي بالمجتمع، سعدت بالحوار معكم و الإجابة على أسئلتكم القيمة.