في حوار لصحيفة صوت مكة الاجتماعية مع إستشاري أمراض السكري الدكتور سعيد الزهراني
 
مرضى السكري مثلهم مثل الأشخاص العاديين من ناحية الإصابة بفيروس كورونا إذا التزموا بالإحترازات فإنهم لن يكونوا معرضين للإصابة.
 
حوار : سلمى البكري
 
في بداية حوارنا هذا نرحب بالدكتور سعيد الزهراني في صحيفة صوت مكة الاجتماعية ومن خلال زاويتها شذرات حوارية ونشكره على إتاحة الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الثمين والمهم معه.
 
*حدثنا عن سيرتك الذاتية بإيجاز؟
 
- طبيب إستشاري تخصصي الدقيق في أمراض السكري أعمل بمستشفى الملك عبدالعزيز قسم مركز الغدد الصماء والسكر بجدة.
 
* ما هو تعريفك لمرض السكري؟ وماهو الفرق بين سكري الدم وسكري البول؟
 
- يعرف السكري بأنه إعتلال تنظيم مستوى السكر في الدم، وهو متلازمة عضوية تؤثر على معظم وظائف الجسم، وهو عبارة عن إرتفاع مستوى السكر في الدم إلى أكثر من 100- 125ميلغرام / ديسيليتر في حالة الصيام، وكذلك أكثر من 200 ملغم/ ديسيليتر بعد ساعتين من تناول الطعام وأيضاً إرتفاع معدل السكر التراكمي بنسبة تزيد عن %6.5.
ًّ سكر البول له عدة مسببات منها ماهو مزمن وفي حالة كان ناتجاً عن مشكلة صحيّة مثل الإصابة بمرض السكر ّي فيجب في
هذه الحالة الحرص على إتباع العلاج المناسب لتجنب المضاعفات الصحية.
 
* ماهي أهم مضاعفات مرض السكري على أجهزة الجسم الحيوية؟ وهل للوراثة دور في الإصابة بهذا المرض؟
 
- يعد مضاعفات السكر الغير منتظم السبب الأول في العمى ما بين الفئة العمرية 20 - 74 وهو السبب الأول في الفشل الكلوي ومسؤول عن حالات بتر الأطراف. ويساوي السكري في خطورته خطورة جلطة قلبية عند الذين لا يعانون من السكري وخطورة جلطة دماغية عند الذين لا يعانون من السكر. 75% من حالات الوفاة عند السكريين سببه النهائي تصلب الشرايين والجلطات الدماغية.
 
* حدثتنا عن مضاعفات السكري على أجهزة الجسم الحيوية، إذا ما عرفنا أن هناك من المضاعفات ما لا يقل أهمية عنها، مثل التأثر
الإجتماعي والنفسي للمريض ضمن حياته اليومية، فكيف يمكن التعامل مع مريض السكري وإدارته في هذه الحالة؟
 
- إن الجانب النفسي والإجتماعي لمرضى السكري مهم جداً في بداية إكتشاف المرض وأثناء متابعته، و لابد أن يكون هنا تعاون بين الطاقم الطبي العلاجي والغذائي والنفسي ضمن عمل فريق معالجة السكري الذي يقوم بمتابعته، وذلك لأن تدهور الحالة النفسية للمريض ستؤدي لفشل كل الخطط العلاجية لإستقرار حالة المريض.
والمصابين بالسكري هم أكثر عرضه للإكتئاب والقلق النفسي ويصاب به ضعف بقية الناس، كما أن مرض السكري يتأثر بوجود الإضطرابات النفسية، التي تؤدي لعدم إهتمام المريض بحالته الصحية فيتضاعف المرض عندهم.
 
* في كل سنة يزداد عدد المصابين بمرض السكري. لماذا ينتشر هذا المرض بهذه السرعة؟
 
- أظهرت أحدث إحصائيات الإتحاد الدولي للعناية بالسكري توقعات بإرتفاع عدد المصابين في السنوات المقبلة، وأن العدد في إزدياد وتتوقع منظمة الصحة العالمية بأن داء السكري سيصبح سابع عامل مسبب للوفاة في عام 2030.
ولا شك أن للعامل الوراثي نسبة لإنتشار المرض، ولكن هناك عوامل أهم يمكن السيطرة عليها كالسمنة المنتشرة لدينا ونمط الحياة الحديث الذي يميل إلى قلة الحركة والتكاسل التي فرضتها رفاهية المجتمع، وكذلك عدم ممارسة الرياضة والتدخين وسلوكيات الغذاء الخاطىء والإقبال على مأكولات الوجبات السريعة. ويزول داء السكري لمن كان سبب السكري لديهم زيادة الوزن مثل ما نلاحظة بعد العمليات الجراحية لتنقيص الوزن مثل التكميم وغيرها اما السكري الاول فيحتاج إلى تعويض الإنسولين مدى الحياة .
 
* ما المعايير التي يعتمد عليها الطبيب في عيادته عند وصف نوع محدد من الإنسولين لمريض السكري أمام تعدد الأصناف والأنواع؟
 
- يمثل السكري من النوع الثاني 90%من حالات مرضى السكري داخل المملكة وغالباً مانبدأ بإستخدام تنظيم غذائي وإتباع برنامج رياضي ودواء مخفض للسكر، إلا إذا كان مستوى السكر عالي أثناء التشخيص فنضطر إلى البدء في الأنسولين. أما سكري النوع الأول وهو عادة يصيب الأطفال وصغار السن الأقل من 25سنة، فيمثل نسبة 5% تقريباً من المصابين بالسكري، وتعزى الإصابة به إلى عجز البنكرياس عن إفراز هرمون الأنسولين، فالجسم هنا يحتاج أن نبدأ بالأنسولين منذ وقت تشخيص المرض لتعويض هذا النقص.
 
* مريض السكري جروحه لا تلتئم بسرعة وأحيانا تسبب الغرغرينا والتي  ربما تؤدي إلى البتر، كيف يمكن الوقاية من ذلك؟
 
- من المهم إتباع خطة علاج مرض السكري الخاصة بكل حالة، وعدم الإستهانة في أي جرح على القدم ومما هو متعارف عليه يواجه الأشخاص الذين أجروا بتراً لإحدى القدمين خطر بتر القدم الأخرى، ومن ثم فتناول أطعمة صحية، وممارسة الرياضة بإنتظام، والتحكم في مستوى السكر في الدم وتجنب التبغ، كل هذا يمكن أن يساعد من الوقاية والمضاعفات الإضافية لجروح الأطراف والبتر لمرض السكري.
 
* دكتور سعيد حتى لا نثير الرعب في نفوس المرضى. هل هناك تطور في علاج فعال لمرض السكري؟
 
-المستخدم والمتواجد الآن من أدوية حديثة تم إعتمادها تساعد بتحسن ملحوظ لمستوى السكري
-إن منظمة الدواء السعودية وافقت في السنوات الأخيرة على طرح دواء التروليستى وهو عبارة عن إبره إسبوعية لعلاج
مرض السكري من النوع الثاني حيث أثبتت الدراسات العلمية فعاليته في ضبط السكر وخفض الوزن بتخفيف الشهية للطعام وأن له فوائد للقلب والأوعية الدموية. وهذا الدواء عبارة عن هرمونات تساعد على إفراز الأنسولين يتم استخدامه مرة واحدة أسبوعياً عن طريق الحقن تحت الجلد ليقوم بالسيطرة على مستويات السكر وهو ما يغنى المرضى عن الحاجة إلى الحصول على الأدوية المتعددة الخافضة للسكر
و لا يستخدم للأطفال والأشخاص المصابين بمرض السكر من النوع الأول، ومن أبرز الآثار الجانبية التى قد يُحدثها: الغثيان والإسهال والقىء وآلام البطن وإنخفاض الشهية التي تحصل في اول اسبوعين فقط من البدء في هذا الدواء . 
-الدواء الآخر الحديث وافقت وزارة الصحة على علاج جارديانس امباجليفلوزين وهو ُمدر للسكر في البول يستخدم لضبط السكر لحالات ما قبل الأنسولين، كما يستخدم معه في بعض الحالات أيضا و أثبتت الدراسات والأبحاث أنها تخفض مستويات السكر عن طريق الكلى، وليس لها علاقة بـ"البنكرياس"، واوضحت التجارب العلمية أن تلك المادة تساعد على ضبط مستوى السكر في الدم وتساعد علي الحماية من أمراض القلب والأوعية الدموية كما أنه يعمل على إنقاص الوزن، وليس مثل أدوية السكر الأخرى التي قد تؤدي لزيادة الوزن .
ويتواجد أبحاث أخرى ودراسات مهتمة بمضخات الانسلين أوالبنكرياس الصناعي الذي يمكنها من الضبط التلقائي لمستويات السكر بالدم والضخ التلقائي للانسولين .
وأخرى أيضا مهتمة بنجاح تقنية حقن الخلايا الجذعية لمرضى السكر في المستقبل ، وكانت قد نجحت في تكوين خلايا وقد
فشلت لمرضى أخرين وعادوا لاستخدام الحقن اليومية .
 
* ما هي التدابير الوقائية التي ينبغي على مريض السكري إتخاذها للوقاية من فيروس كورونا (كوفيد - 19)؟
 
- اولا ً : غسل اليدين بالصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية
- ثانياً : التزام المنزل إذا شعرت بالمرض. - ثالثاً : إرتداء قناع الوجه - رابعاً : الإحتفاظ بمسافة مناسبة عن الأخرين حيث يجب أن تحتفظ بمسافة لا تقل عن متر واحد.
- خامساُ : إرتداء القفازات وتجنب لمس الأماكن المعرضة للمس في الأماكن العامة، ومصافحة الأخرين، وغيرها.
- سادساً: التعقيم بمطهرات كحولية لأي شيء يتم إستخدامه بكثرة بما في ذلك اليدين، خاصة بعد لمس أي سطح خارجي.
- سابعاً: السيطر على مستوى السكر في الدم – ثامناً: الإلتزم بالتغذية الصحية، فهي عنصر أساسي في إدارة مرض السكري.
 
* كيف يمكن لمرضى السكري التعامل عند اشتباه الإصابة بفايروس كرونا (كوفيد-19)؟.
 
- إن أهم الأعراض والأكثر شيوعاً وخطورة هي : حمى ونوبات سعال جاف قوي ومتواصل مع إرهاق وصعوبة أو ضيق في التنفس. إذا ظهرت هذه الأعراض
فالتمس العناية الطبية الفورية وخاصة إذا حصل إحتكاك بحالات أكيدة وإذا كنت تعاني أعراضاً خطيرة، أتصل حالاً بالمرفق الصحي قبل التوجه إليه، والتزم بالعزل المنزلي اسبوعين إذا كان هناك احتكاك بحالة أكيدة ولم، يتواجد أعراض لتجنب نشر العدوى.

ثم تواصل مع الفريق الطبي بوزارة الصحة من خلال الإتصال بالرقم 937 وأيضا طلب إستشارة من خلال تطبيق صحة وتحميل تطبيق تطمن ومعرفة النقاط الصحية، التي يتوفر بها تحليل كورونا بعيادات تطمئن في المراكز الصحية والمستشفيات.
 

*ماهي مخاطر فايروس كرونا) كوفيد-19 )على مرضى السكري؟ 

الأشخاص الذين يعانون إرتفاع مستويات الجلوكوز في الدم لديهم فرصة أكبر للإصابة بسلالات أكثر قوة من الفيروس وهم الذين 
يعانون من مضاعفات مرض السكري تصل أكثر من الضعف عن المرضى الذين ليس لديهم مضاعفات.

*كيف يمكن لمرضى السكري تعزيز مناعتهم لمقاومة فايروس كرونا)كوفيد-19)؟

إن أسباب ضعف المناعة لدى مريض السكر تكمن في وجود إرتفاعات كثيرة في السكر في الدم وعدم وجود تحكم جيد في 
مستوى السكر وكذلك إذا كان السكر مرتفعاً بشكل دائم أكثر من 200 والتراكمي أكثر من 7 ، وهذا يعني وجود إرتفاع مزمن
للسكر في الدم
ومن المهم التحكم الجيد بمستوى السكر التراكمي ليكون أقل من 7 %وستكون المناعة عنده قوية ـ بإذن الله ـ ويستطيع التغلب 
على المرض بشرط ألا تكون لديه مشكالت أخرى في القلب أو الكلى تساعد على ضعف المناعة أكثر وبشكل عام أيضا 
لايشترط تواجد وصفة معينة بل إن العادات الصحية بكل أنواعها تساعد في تحسين مناعة الجسم .

* كلمة أخيرة تود أن تقولها لصحيفة (صوت مكة الإجتماعية ) وقرائها؟
 
- مرضى السكري مثلهم مثل الأشخاص العاديين من ناحية الإصابة بفيروس كورونا المستجد " كوفيد - 19" إذا التزموا بالإحترازات فإنهم لن يكونوا معرضين للإصابة، ولكن في حال إصابتهم بالفيروس فإنهم يكونون أكثر عرضة للمضاعفات من غيرهم، ولذا فإن الوقاية خير من العلاج . وإن طرق الوقاية من داء السكري (مرحلة ما قبل السكري) هي إنقاص الوزن بنسبة ٥-٧٪ وهو الأكثر تأثيرا وأيضاَ تحسين نوعية الطعام مع ممارسة الرياضة يقلل من خطر الإصابة بنسبة ٨٤٪
أشكر لصحيفة صوت مكة استضافتها لي و أشكر لكم حسن إستماعكم وإهتمامكم مع تمنياتي للجميع بالشفاء العاجل.