تحية بالأذرع والأرجل ..
عندما أجتاح وباء فيروس كورونا العالم أصبح متباعد إجتماعياً بما فى ذلك من عدم التواصل وعدم المصافحة بالأيدي او العناق، حتى وإن طال الفراق فاكتفى كل الناس أثناء اللقاء بالتحية من بعيد لبعيد( والسلام بالنظر) أو باحتكاك الذراعين، أو المصافحة بالقدمين.
وبعد أي تحية أو سلام، يكون الكلام بين إثنين، بمسافة متر أو مترين للحذر من إنتقال العدوى.
وتأكيداً على ذلك ما نشاهده اليوم من تحية ومصافحة في بعض البرامج التلفزيونية أو عند فوز أي فريق في أي لعبة رياضية وعند اللقاء بين الناس في أي مكان .
وإنّي أخاف أكثر مما نخاف علينا أن تصبح هذه التحية ،عادة إجتماعية مذمومة لدينا نحن العرب وذلك بعد أن يكشف الله عز وجل هذه الغُمة عن الأمة . فمن المعلوم في علم النفس بأن التعود على تكرار الشيئ عدة مرات ،تلو المرات ومع الوقت ومع مرور الزمن تصبح تلك المصافحة عادة سيئة يتعود عليها (أطفالنا وشبابنا) وإن هذا ليس من خلق الإسلام ولا من خلق وعادات المسلمين وتقاليدهم الأصيلة علماً بأن ديننا يحثُ على أن لايكون هناك ( ضرر ولا ضرار) للغير من جميع النواحي وفي أي وقت، بمعنى تجنب أي أذى بين الانسان وأخيه حتى بحسن النيه قولاً أو فعلاً وماشابه ذلك فنحن ولله الحمد لنا عادات عربية وإسلامية حسنة عند اللقاء بالمصافحة باليد اليمنى و بغض النظر عند اللقاء( بالأحضان، بعض الأحيان )من بعد طول فراق كان أو غياب، ولقد قيل قديماً عند الموافقة بشيء ما بين إثنين ( إنّي أشدّ على يديك ) بمعنى الاتفاق على أي موضوع بشدة و بقوة المصافحة بينهما.
أسأل الله العظيم أن يزيل هذه الغُمة عن الأمة وتعود جميع عادات التحية و السلام والتواصل مع الأرحام وجميع التقاليد الحسنة بين المسلمين كافة.
الكاتب / فيصل سروجي