رُبَّما شيء من الخوف " .
الكاتبة/ ريناد مقدم .
لستُ بعالمة غيب، أو داعية، أو حتى ناصحة دينية ..
ولكن حدث موقف بسيط بالأمس جعلني أشُعر أن من نحنُ فيه الآن قد يكون فعلاً " بلاء من الله عز و جل " .
يقول الله سُبحانه و تعالى " وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ " صدق الله العظيم .
البلاء لا يُشترط فيه أن يكون كارثة كونية و انهيارات في المباني و هيجان في البحور و تساقط حجار من لهب.. قد يكون البلاء عبارة عن " خَوف " يزرع الله في قلوبنا، و من حِكمة الله أن بدأ الآية بالخوف، بالشيء الذي لا نحسب له بالاً، و بعد ذلك تتالت الابتلاءات .
الخوف، شيء داخلي، لا نستطيع حتى رؤيتة، أو حتى في بعض الوقت لا نستطيع نعرف سببه من الأساس، هو شعور نشعُر به فقط لا غير .. ولكن هذا الشعور قد يُحطمنا، قد يسلب النوم من أعيُننا!
يجعلنا في حالة توتر دائم، و في حالة تفكير مُستمر لا يهدأ !
تقول دراسة أُجريت قديماً، أن الخوف من الممكن أن يُكتسب بمجرد ملاحظته في نفوس الآخرين!
الآية السابقة يوجد بينه و بين قوله تعالى هُنا رابط قوي يحتاج إلى تفكُّر فيقول سُبحانه و تعالى: " إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11] " .
فـالله سُبحانه و تعالى له حِكمة بالغة .
الخوف يسكُن في أنفُسنا، و أن الله لا يُغير حال قوم حتى يُغيروا ما في أنفسهم.