وقفة وعبرة مع الحدث ..
الوقفة الأولى:
توقفت العمرة واستاء الناس وتحسروا ولاموا أنفسهم علي ذلك ولسان حالهم يقول ياليتنا اعتمرنا قبل هذا الأمر وهذا أمر يذكرنا بأمر يأتينا في أي لحظة بدون سابق إنذار ألا وهو فراقك للحياة وصدق النبيﷺ:كماقال اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك.رواه الحاكم
وكما قال الشافعي
تزوّد من التّقوى فإنّك لا تدري
إذا جُنّ ليلٌ هل تعيشُ إلى الفجر
فخذ من تقلب الدهر عبرة إنه لادوام الا للحي الذي لايموت..
الوقفة الثانية:
حادثة فيروس كورونا سوف تذهب بإذن الله وتصبح حدث يذكر فهل إعتبرنا به لما توقفت بعض الأشياء للوقاية هل عرفنا نعمة العافية والصحة؟هل عرفنا نعمة دور المدرسة والتعليم والمعلم ؟ هل عرفنا نعمة الأمن ؟ونعمة الحرمين في هذه البلاد ؟ والعمرة التي يسرها الله لنا ؟ والمساجد وصلاة الجمعة والجماعة ؟ هل فكرنا في المناسبات والاجتماعات التي حٌرم منها غيرنا ؟ بسبب الحروب ؟ والفقر ؟ والمجاعة ؟ وغيرها الكثير من النعم التي نرفل فيها ليلاً ونهاراً فهل تذكرنا إخواننا المسلمين علي وجه البسيطة الذين فقدوا الكثير من النعم
واعلم أن دوام الحال من المحال يقول الشافعي :
وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرُورٌ
وَلا بُؤْسٌ عَلَيْكَ وَلا رَخَاءُ
فسبحان ذو الديمومة والبقاء ..
الوقفة الثالثة:
إن ولي أمرنا حفظه الله أصدر عدة قرارات فهذا يدل على حرص الدولة وإن أول أولوياتها المواطن ومن يسكن أراضيها بل تعدى خيرها إلى العالم بالتبرع كعادتها في أي حدث بدعم منظمة الصحة العالمية فالواجب تنفيذ التعليمات التي أصدرها ولنعلم إنها لسلامتنا وطاعة ولي الأمر واجبة كما قال تعالى:
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم﴾ الايه [النساء: ٥٩] فكن عوان بنفسك مع الجهات وكلنا أمن وكلنا فخر ببلاد الحرمين وليكن شعارك حديث
النبيﷺ: ما النَّجاةُ قال أمسِكْ عليكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُك،سنن الترميذي فلا تنقل الإشاعات مجهوله المصدر وتجنب التجمعات المزدحمة ..
الوقفة الرابعة:
الدعاء والتوبة والرجوع إلى الله والإستغفار
فإن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان، يٌبتلي الله سبحانه من شاء من عباده بما شاء من البلاء، قال الله تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ.{الأنبياء:35}. وأعلم أن من أعظم أسباب البلاء الذنوب والمعاصي، فقد يكون ما أصابك من مصائب بسبب ذنب أتيته، قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير.{الشورى:30}. ولنعلم انه من أعظم ما يُستدفع به البلاء: الدعاء كما قال النبيﷺ:
لا يغني حذر من قدر، وإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن الدعاء ليلقي البلاء فيعتلجان إلى يوم القيامة حسنه الأ لباني
وفي الختام اجعل هذه الآية بين عينيك
﴿قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا﴾ [التوبة: ٥١]
اللهم إننا نستودعك بلادنا ومقدساتنا وأمننا وأنفسنا وذرياتنا وجميع المسلمين اللهم ارفع الغمة واجمع شمل الأمة.
الكاتب / سالم بن دشان ابومنصور
رجب ١٤٤١