القطان/ ظهور أسم المرأة في السابق محظور
حوار/ سلمى البكري_ مكة المكرمة
لا يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب، والفشل، واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف فـي هذه المحطات.
في البداية نرحب بكِ أ/ معالي في صحيفة صوت مكة ونشكركِ على إتاحة الفرصة لنا لي اجراء هذا الحوار معكِ.
- أهلاً وسهلاً وأنا اسعد بذلك شكراً لكم
-استاذة معالي القطان الكاتبة في سطور؟
معالي القطان كاتبة سعودية من مواليد البحرين ونشأتُ في مدينة الأحساء أرض الثقافة الأدب وترعرعتُ في كنف أبوين ضُلعاء في السلك التعليمي ولازلتُ أتذكر مكتبة والدي العامرة والتي كان لها الدور البارز في حبي للقراءة والكتابة من الناحية العلمية انا خريجة بكالوريوس أحياء من جامعة الملك فيصل ، وحاصلة ايضاً على دبلوم لغة انجليزية من جامعة الأمير محمد بن فهد وأعمل حالياً معلمة رياض أطفال منذ ٧ سنوات ، كذلك مُقدمة ورش عمل للناشئة ، عضو في نادي نبض توستماسترز للخطابة زوجة وأم لثلاثة أبناء
-متى بدأتِ تكتبين؟ وهل واجهتكِ في البداية صعوبات؟
- أكتب منذُ حوالي ١٥ سنه تلك كانت بدايتي الفعلية للكتابة وقد سبقها أيضاً محاولاتٌ بسيطة منذ أن كنت صغيرة على مقاعد الدراسة في المرحلة المتوسطة والثانوية كنت أحب حصص التعبير كثيراً
بالنسبة للصعوبات في السابق كان طموح المرأة محدود وظهور إسمها للعلن يُعد من المحظورات هذا ماقد عانيته خاصة في مجتمعي المتحفظ مما إضطرني للكتابة تحت إسمٍ مستعار لسنواتٍ عديدة خاصةً أن بدايات الكاتبات من جيلي كانت عن طريق المنتديات الأدبية في ذلك الوقت و وجود الإسم المستعار مهم يساعدنا كنساء للإظهار إبداعنا الأدبي في المجتمع أنذاك دون الشعور بالإثم وعقدة ظهور الإسم .
-حديثا عن إصدارك ؟وكيف كانت تجربة اول إصدار ؟وهل هناك إصدار جديد؟
- إصداري الاول كتاب بين الميم والياء لم يولد بسهولةٍ ابداً بل قد إنتظر مايقارب العشر سنوات بين شدٍ وجذب خاصةً كما ذكرت عقدة ظهور إسم المرأة في المجتمع وإصدار كتاب يعني أن يكون إسم المؤلف صريحاً دون اسم مستعار وهذه الخطوة أخذت وقتاً طويلاً ثم المراجعات ايضاً من قِبل بعض الكتاب المخضرمين حتى يخرج بالشكل المطلوب الى أن حانت الساعة ليظهر الى النور أخيراً كانت فعلاً قفزةٌ نوعية ونقلةٌ كُبرى في حياتي بعد أن وجدتُ التشجيع من المحيطين بي الأهل والاصدقاء وزوجي حتى أُقدمُ على هذه الخطوة والتي أعتبرها نقطة تحول في حياتي لأن الفكره لاتقتصر على ظهور الكتاب فقط وإنما مابعد الكتاب ومايجب علي فعله ليبقى إسمي وفكري بالمنزلة التي أطمح اليها لدى القُراء
- كتابي هو عبارة عن نتاج فكري وعاطفي إمتد لسنوات حتى يُسطر على الورق وتحفظه دفتي كتاب إمتزج بين النصوص الإجتماعية والعاطفية يُحاكي مشاعر المرأة بمختلف حالاتها أسميتهُ صوت النساء الصامتات لأنه بالفعل يحاكي شعور كل إمرأةٍ قبعت في الصمت وفي داخلها ألف لسانٍ يريد أن يتحدث هو كفٌ صغيرة من كلمات تُطبطب على روح كل محتاجٍ للحب والإحتواء هو قناديلٌ مُضيئة أرسلتها لتُضيء قلب كل قاريء
- قطعاً أُفكر في إصدارٍ جديد ولكني أريدهُ أن يأتي على مهل لأكون راضيةً عنه تماماً كما أتى الأول وربما سأتجهُ الى الرواية هذه المرة
-كتابكِ ( بين الميم _والياء) لماذا اخترتِ هذا العنوان ؟
الميم والياء مبدأ إسمي ومُنتهاه لأني أجد هذا الكتاب مرآتي ومسيرة حياة عاصرتها أو عاصرها أحدٌ مقرب من حولي لذا فضلتُ أن يكون عنوان كتابي قاب قوسين من بداية إسمي ونهايته
-ما هي مقومات الكاتب الناجح من وجهة نظركِ؟
القراءة ثم القراءة ثم القراءة قبل كل شيء فهي من تصنع الكاتب والتبحر في العلوم المختلفه توسعُ من أفاقه وأفكاره ومداركه وليصل إلى النجاح يجب أن يبني ذاته الأدبية وثقافته ثم يخرج بها الى القُراء فنجاح الكاتب يعتمد على مايقدمه من نتاج أدبي يصل الى العمق الروحي والوجداني ويحاكي العقل بمنطقية وكل ذلك يحتاج الى جهد وليس بين يومٍ وليلة.
لأن الكاتب الذكي هو من يستطيع توجيه كلماته وأفكاره الى عمق القاريء ليترك أثراً وربما يُغير حياة أحدهم
-كيف تستطيع الأستاذة معالي التنسيق بين العمل كمعلمة والكتابة؟
الكتابة بالنسبة لي شغف وحب ولاأجدولها بوقتٍ أو زمان معين فهي إلهام متى ما شعرت به خلوت بنفسي لإمارسه لأني أراهُ مكافئةً لي بعد كل إنخراطٍ في ساحة الواقع العملي والمنزلي وربما أعتبرها مدينةٌ خيالية أهربُ اليها كلما شعرت بحاجتي لأن اجد نفسي
- ربما عملي ومنزلي ونشاطاتي الإجتماعية تأخذ مُعظم الوقت ولكن مؤكدٌ وقتي الخاص هو لقلمي وقراءتي للكتب المفضله -
- تنسيق الوقت مهم جداً حتى يكون الكاتب ناجح ايضاً لذا أحاول أن أخصص وقتاً للأولويات أولاً ثم مايتسع من الوقت يكون خاصاً بي
-هل تعتقدين أن شخصية الكاتب يمكن للقارئ أن يكتشفها فيما بين سطور الكتابه؟
واجهني هذا السؤال كثيراً بعد إصداري الكتاب.
هل يتحدث عنك ؟ هل هو قصة حياتك ؟
الاجابة لابد أن يحوي كل كتاب بعضاً من روح الكاتب مهما حاول إخفاءها
وأحياناً بعض الأحداث والعبارات ماهي الإ تحوير لما يشعر به القاريء وقت أن سطرها ولكن بالمجمل هو إلهام يأخذ منه الخيال مأخذاً كبيراً في أوقاتٍ كثيرة
وهذا بالضبط ما عشتهُ بين دفتي كتابي خاصةً إنني كنت أنقل فيه ايضاً مشاعر أُخريات كُن تحت خيمة الصمت
لذا في بعض المرات يكون حكم القاريء على الكاتب خاطيء في تحليل شخصيته فالكتاب لايشترط أن يمثل شخصية القاريء تماماً لأنه يعتمد على الخيال الأدبي في أحيان كثيرة
-هناك مقولة تقول((وراء كل كتاب فكرة، ووراء كل فكرة خطوة للأمام)) ما رأيكِ في هذه المقولة؟
ربما صحيحه ولكني أرى ان وراء كُل كتاب شغفُ كاتب يُريد أن يوصل فكرة ويشاركها مع المجتمع وليس فكرةً فقط والفكره تبقى فكرةً جامدة إن لم تتوج بخطوة صحيحه ثابته ذات هدف واضح
-ماذا تعني لك هذه العبارات في جملة:
النجاح/يعني ان لا تقف عند حد من بعد الخطوة الأولى التي إتخذتها
الكتابة/مدينة سحرية كل شيء فيها ممكن والخيال حارسها والشغف مفتاح بابها
البحر/مخبأ لأوجاع المتعبين بالمناسبة أحب الجلوس على شاطيء البحر ولكني أخاف الإبحار فيه
السماء/أبواب الدعاء والإنتقال إلى الروحانيات
التنمر/مرض الضُعفاء للتظاهر بالقوة وقد قمت بتأليف نص مسرحي للأطفال عن هذا الموضوع وعرض في المدرسة
-كلمة أخيرة للقراء والكُتاب؟
للقراء أتمنى أن أُعانق قلب وعقل كل قاريء بكلماتي حتى إذا ما قرأ حرف لي شعر بأنه قد كُتب خصيصاً من أجله
- للكتاب خاصة المبتدئين نحتاجُ الى العُمق فيما يُطرح على الساحة الأدبية
- فالكتابة كالثمار إن قطعت قبل نضوجها وقدمت لن تؤكل..
واشكركم على هذا اللقاء متمنية لصحيفتكم صوت مكة دوام التقدم والازدهار ..