كنت أسمع والدي رحمه الله يردد الحديث عن علي بن ابي طالب عن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( لا يكرم المرأة إلا الكريم , ولا يهين المرأة إلا اللئيم)
وغيرها من الأحاديث التي تعزز معناه واندهش للحق كيف يجرؤ أي رجل أو نصف رجل أن يهين زوجته أو أخته أو ابنته مخالفاً لسمات الرجولة والشهامة ضارباً بعرض الحائط وصية الرسول فينا معشر النساء ولذا أحببت أن أوجه رسالة في أسطرها اعزز لحظة افتخاري كوني امرأة وهكذا يجب أن تشعر كل أنثى واثبت لحظات انتصار على الضعيف من أشباه الرجال الذين يستجدون الرجولة عند امتهان المرأة .
وهكذا بدأت بعبارة ..
يا سيدي لست سقط متاع ... أنا امرأة بعدد لا متناهي من الرجال ...
عزيزة وشامخة رافعة رأسي لا أُطأطئهُ أبداً إلا لبارئي ، عقلي يحكم قلبي ويسبقهُ فيقضي على طيشهُ .
جاهدا والديّ لأكون غاليتهم فلن أُهان وأهين , وفخرهما فلن أُنكِّس وأَنكس ، وجوهرتهما فلن أُرخْص وأُرخِص ، وسعادتهما فلن أُتعَس وأتعِس ،وجميلتهما فلن أُشوَّه وأُشوِّه ،وحبهما فلن أُكْرَه وأَكْره .
يا سيدي أنا ببساطةَ لست عادية لأني ابنة رجل فقيدة عظيم الشأن بعلمه وقدره ومكانته بين أهل العلم والشرف مات وأثره باقٍ ولم ينقطع ذكره وعمله في الدنيا .
يا سيدي كيف لي أن أكون اقل شأناً وشرفاً ؟
فلن أُزحزح عن هذا الإرث أبداً مهما خسرت من سقط متاع بشراً أو مال ، لن التفت إليك إذا كنت بالخلف حتى لا أتأخر ولن انظر إليك بالأسفل حتى لا أسقط في قاعك .
باختصار أنا امرأة حرّة وفرس نادرة لا ترضى إلا بفارس مكافئ لها أو أندر منها ، من يملكها فقد امتلك كل نساء الأرض فتغنيه عن البحث وامتلك الرضا فيقنع وامتلك الراحة فسكنت نفسه وامتلك جوهرة قيمة فأغتنى ، لماذا ؟ لأنه أستحقها ولم يضّيعها أو يفرط بها حتى لا يفوز بها رجل آخر حظيظ فيستمتع بحظه .
ياسيدتي ..
بل
ياسيداتي ..
لو كل منكن شعرت بهكذا فخر لما هانت في نظر أحد ولما تصاغرت نفسها أمام أحد ولكنت أعز نفس بالوجود لا تُهان أبداً أبداً ..
سيدتي أنت لست نصف المجتمع أنت كله ولا قيمة لمجتمع بدونك ..
حققي انتصارك واشعري بفخرك ولا تلتفتي لإحباط سقط المتاع ..
فأنت تستحقين الفخر كما استحققته أنا .
الكاتبة / حنان سالم الثقفي