تناثرت الاسرة في البيت الواحد واصبح كل منها يعيش في وادي بعيد جدا عن الأخر رغم أن الذي يفصل بينهم مترين .. ثلاثة أو باب غرفة ..بسبب الجوال المجنون الذي دخل حياتنا ونقلنا من الجو الاسري إلى الجو العالمي بلا رحمة حتى في الاطفال احباب الله، اخذ الجوال كل وقتهم ولا وقت عندهم للعب الحركي الذي تحتاجه اجسادهم في تنشأتهم .. فالاب مع الزملاء على الجوال والأم مع الموضة والبرامج الاحتفالية والاولاد والبنات مع الاصدقاء والصديقات فين هتروحوا مين هيكون موجود مين يسبعنا نتقابل هناك وووو واصبحت الأسرة في غربة لا يتجالسون نهائيا لمناقشة امور حياتهم إلا نادرا ..

وفُجعنا مؤخرا بإحصائية الزواج والطلاق التي سجلت عن شهر شعبان ١٤٤٠ وما فجعنا أن النسبة جدا ضخمة لكثرة حالات الطلاق في مجتمعنا ، فالاحصائية عن العقود التي سجلت في شهر شعبان ١٤٤٠ ٤٤٣٦ صك زواج مقابل ٤٠٣٥ صك طلاق.. لازواج كلهم الزوج والزوجة سعوديين. فما هي أسباب ابغض الحلال عند الله وهو الطلاق الذي وصل لهذه النسبة العالية جدا جدا جدا ، سنناقشها في النقاط القادمة ..

كنا في السابق نسجل عدة اسباب معروفة للأكثرية هي سبب الطلاق ومنها كنا نقول بسبب الفروق العمرية بين الشركين ، وقد يكون هناك هدف من الزواج الشركين وبعد انتهاء الحاجه يتم الطلاق ، وايضا ربما يكون هناك تباعد كبير بين الزوجين بسبب اختلاف الطباع وعدم الانسجام بين الزوجين وهذا قد يودي إلى حدوث فجوه بين الزوجين وعدم التفاهم بينهم ، وقد يلجأ لاحقا الزوجين للتنافر وإلى عدم الاهتمام والملل بينهم ، وقد يبدء الفتور في الحياة الزوجية مما يجعل الحياة الزوجية خالية من المشاعر العاطفية وغياب اسلوب الحًوار المفيد والنافع بينهما فيفضل الشركين الصمت الذي يردى للطلاق ..

وقد يكون هناك أسباب أخرى للطلاق مثل الخيانة وتعدد الخيانة الزوجية ،وهذا يسبب انعدام الثقة بين الزوجين فيؤدي للطلاق .. أما الأن فنرى ان سبب الطلاق بالأضافة للأسباب التي ذكرناها سابقا يكون التأثر في حياة المشاهير ورفع سقف التوقعات ما بين الزوج والزوجة التي ترغب ان تتزوج من الغني او المشهور ليحقق لها الحياة الجميلة ومعيشة مرتاحة وتكون مبسوطة على المدى البعيد وخاصة إذا تزوجت من رجل يكبرها بضعف عمرها لراحته المادية ويتضح لها لاحقا أنه شغوف بالتنقل بين الزوجات فيستمتع بها فترة من الزمن ثم يتركها لغيرها وكذلك بالنسبة للمشاهير يسيرون على نفس النمط السابق ..

فالأنثي تحاول وتتخيل أن تجعل هذه الحياة هي الحياة الحقيقية مما يجري بها من حب وغرام فتعيشه ثما تنصدم بالواقعيه المختلفة عن ما خططت له فشعر بخيبة أمل وحزن وعدم الشعور بالسعادة ..لسوء الاختيار ..

وهناك من الزوجين من ينشغل في الكثير من اوقاتهم بوسائل التواصل الاجتماعية مما يؤدي إلى الصمت القاتل بين الزوجين هي مع جوالها وهو مع جواله ويستمر الملل بينهم إلى ان يصل إلى الطلاق.. وقد يكون الجانب الاقتصادي له دور في الطلاق نتيجة إلى اختلاف الطبقات وقد لايستطيع الزوج تلبية متطلبا ت الزوجة التي تطلب كل شئ ولا تمل من الطلبات فيدي ذلك إلى الضغط المادي وعندما لا يستطيع توفيره يؤدي إلى الطلاق ..

وهناك ايضا التداخلات العائلية من أهله لصالح احدهما وبغير عقلانية فيؤدي ذلك لعدم أخذ الابناء القرارات المناسبة في حياتهم الزوجية فيؤدي للطلاق .. وكذلك قد تحدث بعض المعاملات القاسية بين الزوجين ويجعلهم يفضلون الطلاق عن الاستمرار في المشاكل اليومية التي لا تنتهي ..بسب عدم تنازل احد الاطراف للأخر ..

وكذلك الزواج المبكر بعدم بإجبارهم على الزواج رغم رفضهم له ..فيؤدي لنفس النتيجة الطلاق المبكر وإن طال قليلا .. وقد يكون من اسباب الطلاق وجود بعض الاختلافات الفكرية بين الطرفين وعدم إشباع الاحتياجات الزوجية .. وعدم استطاعة أحدهما توفير ما يريد الأخر ..

وربما يكون أحد الاسباب أن هناك اختلاف في المستوى الثقافي وكذلك الطموح و الرغبة في تحقيق الذات وعدم تقبل احدى الشركين هذا الطموح ويؤدي لعدم احترام الشركين لبعض بقيام احدهم بالتقليل من شأن التخر أو محاولة تحطيمه..

فهناك سبب جوهري للطلاق أيضا عدم قدرت الزوج أو الزوجه على تحمل المسؤولية وعدم فهم حقوق ووجباتهم الزوجية وعدم احترام خصوصية الأخر وعدم الإتزام بشروط عقد الزواج وعدم معرفتهم بالحقوق الزوجية المشتركة. قد يحدث الطلاق بسب الوحدة والجفا العاطفي عمل احدى شريكي الحياة في منطقه بعيدة عن المنطقة التى يسكن فيها ويحدث فتور في العلاقه الزوجية وقد تضعف العلاقة وتؤدي إلى ما لا يحمد عقباه ،

كذلك قد يكون بسبب عدم كسر الروتين اليومي الممل في الحياة الزوجية وعدم التجديد والابتكار و الابداع وعدم البوح بمشاعرهم للأخر احد الاسباب ..

ولكن نرى أن السبب الرئيس للطلاق في عصرنا الحاضر ميل الانثي للاستقلالية التامة عن الرجل وحبها لعدم تقبل النقد في ما تفعله والابتعاد عن لا تروحي ولا تسوي ولا تفعلي ..الاسلوب الذكوري السابق المعهودين عليه .. فتلجأ للزواج ثم اختلاق الاعذار للطلاق لنعيش حياتها بدون الذكر الجامد الذي ينهاها عن كل شئ حتى الجميل منه بسبب عنصريته الذكورية فقط هو من احقه أن يفعل ما يريد ولا يعطي لأخته أو زوجته او بنته الحق ليفعلا ما يفعله هو ..

وفي الختام لا نقول أنه مهما كانت الاسباب فربنا خلقنا لنوك ازواجا ونرزق بأطفال لا لنكون وحيدين نفعل ما نريد وبلا حدود ..

الله يجعل السكينة تملا قلوب الازواج ويجعل السؤدد يحفهم الاثنين ويتغافلون ولا يدققون في كل صغيرة وكبيرة حتى تسير الحياة بشكل بسيط وهادي ومستور ..

المستشارة الاجتماعية والاسرية عاليه الشمراني - عضو شبكة نادي الصحافة السعودي